كيف يؤثر الأب الأناني في الصحة النفسية لأطفاله؟ اضطرابات تربوية وسلوكية

من المفترض أن يعيش الأطفال طفولة سوية بين والديهم، لكن ليس كل أب وأم يتحملون هذه المسؤولية بطريقة صحيحة وينجحون في تربية أطفالهم وزرع الحب والأمان داخلهم، ولهذا يعاني بعض الصغار من مشاكل عاطفية خطيرة إذا كانوا يعيشون مع أب أناني يفكر في نفسه فقط دون أن يلبي رغبات واحتياجات طفله.

الأب الأنانيسمات الأب الأناني

سمات الأب الأناني

من أبرز السمات الموجودة في الآباء الأنانيين هي تلاعبهم بأطفالهم لضمان استمرار نظرات الإعجاب الصادرة عن أطفالهم تجاههم، والحقيقة إنهم في الأساس يفتقرون إلى التعاطف مع الاحتياجات العاطفية للطفل، وقد يظهرون الغيرة تجاه أطفالهم أيضاً.

عواقب نشأة الطفل مع أب أناني

اهتمام الأب بذاته فقط يؤدي إلى ضعف ارتباط الطفل به وانفصاله إنسانياً واجتماعياً عنه، ما ينتج عنه مشاكل عاطفية ونفسية كـ القلق، والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وحتى الأفكار الانتحارية وإدمان المخدرات.

قالت أخصائيتا علم النفس، نينا دبليو براون، وليندسي سي جيبسون، -حسب موقع "Psychology Today"- إن الأطفال يستجيبون للآباء الأنانيين بشكل مختلف، حسب نمط شخصية الطفل التي تتكون بناءً على الطريقة التي تكيف بها عاطفياً داخل الأسرة، حيث انقسمت تلك الأنماط إلى:

مقارنة الطفل بالآخرينعواقب نشأة الطفل مع أب أناني

1-يسعى الطفل لإرضاء والده الأناني، مُعتقداً -اعتقاد لا واعي- بقدرته على تلبية احتياجاته مهما كانت، حيث يتدرب على التناغم العاطفي مع احتياجاته ورغباته، وهي مهمة شاقة حتى للكبار، وفي أغلب الأحيان يفشل الطفل في تلبية احتياجات والده الأناني، فمثل هؤلاء الآباء متقلبون ويغيرون مطالبهم بسهولة، وبالتالي يشعر الطفل بالذنب ويفقد احترامه لذاته وثقته في نفسه، ثم يعاني من القلق والاكتئاب.

2-يلعب الأطفال في بعض الأسر دور العاجز، إذ تُربّى هذه الفئة بشكل مختلف، مُظهرةً عجزاً غير واعٍ في علاقاتها، يتشابه هؤلاء الأطفال مع الوالد الأناني، المنغمس في ذاته، وكلاهما يسعى لتحقيق رغباته، قد يتعرض الأطفال العاجزون لـ تنمر من الوالد، أو يُعاملون كمميزين انعكاساً لأنانيته، وقد يتصاعد الصراع مع تقدمهم في السن إلى مواجهات لفظية أو جسدية،كما يزداد احتمال لجوء المراهقين العاجزين إلى الهروب من المنزل، أو إيذاء الذات، أو تعاطي المخدرات، أو المشاكل القانونية، مقارنةً بنظرائهم الأقوياء عاطفياً.

3-لا تزول آثار تربية الأب الأناني بانتهاء الطفولة؛ بل يستمرّ الأبناء، وهم ينمون، في التعامل مع الآخرين بنفس الأنماط العاطفية المُكتسبة، فالأبناء الأقوياء غالباً ما يفكرون في احتياجات شركائهم عند الزواج، ويحرصون على الاعتناء بهم، أما الأبناء العاجزون، فقد يُقيمون علاقات صراعية، تفضي إلى منافسة مستمرة، وانفجارات عاطفية، وربّما مشاجرات جسدية.