اكتسب النظام الغذائي الكيتوني (الكيتو) منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون شهرة واسعة بفضل فوائده الصحية المتعددة، وعلى الرغم من فاعليته لدى البالغين، فإن استخدامه للأطفال والمراهقين يثير تساؤلات خاصة مع ما يتطلبه من قيود غذائية صارمة، بحسب مجلة "health line".
يساعد نظام الكيتو على تقليل نوبات الصرع
منذ عشرينيات القرن الماضي تم استخدام نظام الكيتو لعلاج الأطفال المصابين بالصرع المقاوم للعلاج، وهو نوع من الصرع لا تستجيب فيه النوبات للأدوية التقليدية، حيث أظهرت دراسات أن اتباع هذا النظام قد يقلل من نوبات الصرع بنسبة تصل إلى 50%، حيث تعمل آلية الكيتو على تقليل استثارة الدماغ، وتعزيز التمثيل الغذائي للطاقة، وتقديم تأثيرات مضادة للأكسدة.
كما استُخدم الكيتو جنباً إلى جنب مع العلاجات الكيميائية لعلاج بعض أنواع سرطان الدماغ لدى الأطفال، حيث يُعتقد أنه يحدّ من تغذية الخلايا السرطانية التي تعتمد على الجلوكوز، ومع ذلك لا تزال الدراسات البشرية مستمرة لتقييم فاعليته طويلة المدى في علاج سرطان الدماغ.
للتغلب على تحديات الكيتو ظهرت أنظمة غذائية مثل "Modified Atkins Diet"، التي تتيح مرونة أكبر في تناول السعرات والبروتين مقارنة بالنظام الكيتوني التقليدي مع تحقيق فوائد مشابهة.
عادةً ما يتم تطبيق نظام الكيتو للأطفال تحت إشراف فريق طبي يضم طبيباً وأخصائي تغذية، ويعتمد النظام على خطة وجبات توفر 90% دهون و6-8% بروتين و2-4% كربوهيدرات، ويبدأ النظام في بيئة طبية لضمان تحقيق توازن غذائي وتفادي أي مضاعفات، ويُتبع هذا النظام عادةً لمدة عامين وبعد ذلك يمكن التخفيف منه إلى نظام أقل تقييداً مثل "Modified Atkins Diet".
قد يسبب بعض الآثار الجانبية للأطفال كالمشكلات الهضمية
مثل أي نظام غذائي صارم يمكن أن يسبب الكيتو آثاراً جانبية خاصة للأطفال في مرحلة النمو، وتشمل:
الجفاف واختلال توازن الإلكتروليت.
مشكلات هضمية مثل الغثيان والإمساك.
تأخر النمو ونقص الفيتامينات والمعادن.
ويحتاج هذا النظام إلى إشراف طبي لتجنب المضاعفات وضمان توفير التغذية الكافية.
الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون إلى تنوع غذائي لتلبية متطلبات أجسامهم المتزايدة، وقد يؤدي الكيتو إلى تأثيرات سلبية على النمو ويحدّ من تجربة الطفل الاجتماعية والثقافية أثناء تناول الطعام، وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من السمنة قد يفيد تقليل الكربوهيدرات بشكل معتدل ولكن دون الحاجة إلى الالتزام بقيود الكيتو الصارمة.
تشير دراسة واحدة إلى فاعلية الكيتو لفقدان الوزن لدى المراهقين، لكن الالتزام بقيود شديدة قد يؤدي إلى اضطرابات في الأكل وسلوكيات غذائية غير صحية، وتُعد الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الأطعمة الكاملة بديلاً أقل تقييداً وأكثر استدامة.