نشرت مجلة "Cell Reports Medicine" دراسة جديدة تفيد بأن نظام كيتو الغذائي قد يرفع مستويات الكوليسترول السيء ويقلل تنوع البكتيريا في الأمعاء، شملت الدراسة 53 متطوعاً صحياً اتبعوا 3 حميات غذائية مختلفة "كيتونية، منخفضة السكر، أو معتدلة السكر" لمدة 12 أسبوعاً.
نظام كيتو الغذائي يتسم بالحد من تناول الكربوهيدرات بشكل كبير مما يضعف تناول الأطعمة النباتية الغنية بالألياف ويشجع على تناول الدهون العالية، في المقابل الحميات منخفضة السكر تقتصر على تقليل السكريات المضافة والطبيعية مثل الموجودة في العسل والعصائر مما يوفر مرونة أكبر ويشمل جميع مجموعات الطعام الصحية.
وأظهرت النتائج أن كلاً من النظم الغذائية الكيتونية ومنخفضة السكر ساعدتا في فقدان الوزن، ومع ذلك كان لنظام كيتو الغذائي تأثيراً سلبياً على تنوع ميكروبات الأمعاء ولم تحسن مؤشرات صحة القلب، بينما أظهرت الحمية منخفضة السكر تحسينات في مستويات الكوليسترول دون تأثيرات سلبية على ميكروبات الأمعاء.
نظام الكيتو يحد من تناول الكربوهيدراتقاد الدراسة فريق من المتخصصين في الصحة والتغذية بجامعة باث في المملكة المتحدة، بالتعاون مع باحثين من مؤسسات مختلفة، وتناولت الدراسة تأثيرات نظام كيتو الغذائي ومنخفض السكر على ميكروبات الأمعاء وصحة القلب والرفاهية العامة لدى البالغين الأصحاء.
وتم تجنيد 60 مشاركاً من منطقة باث، تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، مع مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين 18.5 و29.9، وكان من الضروري ألا يكون المشاركون مصابين بأمراض أيضية مثل السكري، وألا يكونوا قد استخدموا مؤخراً مضادات حيوية أو مكملات بروبيوتيك أو بريبيوتيك.
أظهرت الدراسة أن الحمية الكيتونية أدت إلى فقدان الدهون، لكن بعد 4 أسابيع لوحظ زيادة طفيفة في مستويات الكوليسترول LDL وزيادة ملحوظة في البروتين الشحمي B، مما قد يرفع خطر الأمراض القلبية، وبحلول الأسبوع 12 لم تكن هناك اختلافات كبيرة بين مجموعة الحمية الكيتونية ومجموعة التحكم في هذه العلامات.
لاحظت الدراسة انخفاضاً كبيراً في تنوع ميكروبات الأمعاء في مجموعة الحمية الكيتونية بعد 4 أسابيع، وهو الانخفاض الذي استمر حتى الأسبوع 12، حيث عانى المشاركون من انخفاض كبير في مستويات بكتيريا البيفيدوبكتيريا، وهي بكتيريا تدعم الهضم والوظيفة المناعية، ويُعزى ذلك إلى تناولهم 40% أقل من الألياف الغذائية مقارنة بمجموعة التحكم.
الكيتو يؤثر على تنوع ميكروبات الأمعاء
أوضحت لوسيا أرونيكا، محاضرة وباحثة في جامعة ستانفورد، أن تقليل السكريات الحرة يمكن أن يكون مفيداً، لكن نظام كيتو الغذائي يمكن أن يعزز الصحة الأيضية بشكل كبير إذا نُظمت بشكل صحيح، مشيرة إلى انخفاض متوسط مستويات الكيتونات مع مرور الوقت، مما قد يقلل من الفوائد الأيضية لنظام كيتو.
بالمقابل، أظهرت مجموعة الحمية منخفضة السكر تحسناً في فقدان الدهون والكوليسترول دون التأثير السلبي على ميكروبات الأمعاء، ومع ذلك يجب أخذ النتائج بعين الاعتبار بسبب طبيعة البيانات الذاتية وحجم العينة الصغير.
وأيدت أليسا سيمبسون، أخصائية التغذية المسجلة، الحمية منخفضة السكر كخيار أكثر استدامة وصحة على المدى الطويل مقارنة بالحمية الكيتونية، مشيرة إلى أن التوصيات الحالية تدعو لتقليل السكريات الحرة والمضافة لتحسين الصحة وتقليل خطر الأمراض القلبية.