هزة الرأس العفوية بعد الاصطدام قد تكون علامة على الارتجاج!
العلاقة بين حركة الرأس والارتجاج
قد نشاهد في الأفلام والبرامج التلفزيونية مشهداً لشخص يهز رأسه بعفوية بعد تعرضه لضربة على الرأس، كأنه يحاول إزالة الدخان أو تصحيح حالته، لكن في الواقع، قد يكون هذا التحريك السريع علامة على حدوث ارتجاج في المخ؛ فهذه الحركة ليست مجرد رد فعل عابر، بل قد تشير إلى إصابة خطيرة تتطلب الانتباه والرعاية الطبية الفورية.
تُعتبر حركة الرأس إشارة على الارتجاج
دراسة تكشف العلاقة بين حركة الرأس والارتجاج
كشفت دراسة جديدة نُشرت في موقع "health" الطبي أن الرياضيين الذين قاموا بهذه الحركة بعد ضربة كانت لديهم إصابة بالارتجاج في 72% من الحالات، والتي تصل إلى 92% بين لاعبي كرة القدم.
أكد المؤلف الرئيسي للدراسة كريس نوينسكي، وهو لاعب كرة قدم جامعي سابق ومصارع محترف، أنه كان دائماً يعتبر هذه الحركة إشارة على الارتجاج، قائلاً: "لقد شاهدت نفسي أؤدي نفس الحركة بعد تأثيرات في الماضي، وقبل عامين تعرض لاعب كرة القدم توا تايجوفايلو لإصابة بارتجاج لم تُشخص، وتسبب ذلك في اكتشافه أهمية هذه الإيماءة كعلامة تحذير".
ما هي حركة SHAAKE؟
أطلق الباحثون على هذه الحركة اسم "اهتزاز الرأس التلقائي بعد حادث حركي" أو SHAAKE، في الدراسة التي استطلعت آراء 347 رياضياً من مختلف الرياضات تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، حيث كشف 69% منهم أنهم مروا بهذه الحركة بعد الاصطدام، بينما أصيب 93% بالارتجاج الاصطدام.
لماذا يهز الناس رؤوسهم بعد الضربة؟
الباحثون لم يتوصلوا بعد إلى فهم كامل للسبب وراء هذه الحركة، لكنهم افترضوا أنها تشبه في بعض جوانبها حك الحكة، وهي دافع غامض وغير إرادي.
أوضح رئيس قسم إعادة تأهيل إصابات الدماغ في Harvard Medical School، الدكتور دانيال دانشوار، أن هذه الحركة تجمع بين الفعل الإرادي وغير الإرادي، قائلاً: "إن هناك شيء خاص في هز الرأس؛ هذا يشعر الأشخاص بالحاجة الملحة للقيام به، بعض الرياضيين الذين خضعوا للدراسة أفادوا بأنهم كانوا يشعرون بالارتباك وكانوا بحاجة إلى إعادة تشغيل أدمغتهم بعد الضربة".
قد يسبب الارتجاج أعراض خفيفة كالصداع والغثيان
أهمية حركة SHAAKE في الكشف عن الارتجاج
الارتجاج يمكن أن يسبب أعراضاً خفية مثل الصداع والغثيان، ويخفي العديد من الرياضيين هذه الأعراض حتى يتمكنوا من الاستمرار في اللعب، حيث أكدت الدراسات أن الرياضيين يميلون إلى إخفاء أعراض الارتجاج عن الطاقم الطبي.
بحث منفصل أجراه أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في University of Cincinnati، الدكتور إريك ناومان؛ أظهر أن الرياضيين يخفون الأعراض غير الظاهرة مثل الحساسية للضوء أو طعم معدني في الفم، موضحاً أن الدماغ يتعرض لتغيرات كبيرة طوال موسم كرة القدم حتى دون تشخيص الارتجاج.
مراقبة حركة SHAAKE يمكن أن تساعد على الوقاية
حركة SHAAKE قد تكون أداة مهمة للكشف عن الارتجاجات المبكرة، ورغم أن هذه الإيماءة لم تُدرج بعد في قوائم علامات الارتجاج الرسمية في الرياضات، إلا أن الباحثين يشجعون الفرق على مراقبتها، حيث يمكن أن تساعد على تشخيص الإصابات بالارتجاج، وقد تؤثر بشكل كبير في مسيرة الرياضيين وحياتهم.
