خبير لـ"بوابة صحة": 4 مشكلات تنفسية تهدد مواليد "القيصرية"

داخل غرف عمليات الولادة في أغلب المستشفيات أصبح المشرط الجراحي هو سيد الموقف إيذاناً بدخول طفل جديد لهذا العالم، إذ باتت العمليات القيصرية هي سبيل الحوامل والأطباء لإنجاز المهمة سريعاً، ورغم كونه الطريقة الأسهل يبقى السؤال الأهم هل هو الأكثر صحة للمولود؟

تلجأ العديد من النساء للعمليات القيصرية خوفاً من الولادة الطبيعية، لكنها ربما تكون سبباً في أعراضاً جانبية طويلة الأمد على المواليد بما في ذلك المشكلات التنفسية.

للإجابة على هذا السؤال، حاورت "بوابة صحة" الدكتور الهندي داريت شاه، وهو طبيب أمراض رئة، لمعرفة ما تخفيه الولادة القيصرية من مشاكل صحية يتعرض لها الرُضع، ويمكن أن تصبح مزمنة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم.

الولادة القيصرية تصيب الرضع بالربوهناك إحتمالية لإصابة الطفل بالربو بسبب الولادة القيصرية 

الولادة القيصرية تصيب الرضع بالربو

وعن احتمالية إصابة الرضع بالربو بسبب الولادة القيصرية، كشف د. داريت شاه، أن طريقة الولادة يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الطفل بالربو، بسبب الاختلافات التي تحدث عند تطور جهاز المناعة والميكروبيوم.

وحتى يكون الأمر أكثر وضوحاً، عرض "شاه" مقارنة تفصيلية، لتسليط الضوء على خطورة الأمر.

-اختلافات الميكروبيوم

الولادة المهبلية: يكتسب الأطفال البكتيريا المفيدة من قناة ولادة الأم، مما يساعد على تكوين ميكروبيوم أمعاء متنوع وصحي.

الولادة القيصرية: يفتقد الأطفال هذا النوع الصحي من الميكروبيوم، ويمكن أن يكتسبوا أنواعاً أخرى من البكتيريا الضارة مثل التي تتواجد في بيئة المستشفى، ما يزيد خطر الإصابة بالربو والحساسية، وغيرها من الأمراض التي تنتقل إلى الطفل بسبب ضعف المناعة، وانخفاض جودة الميكروبيوم.

-برمجة الجهاز المناعي

يلعب الميكروبيوم المعوي دوراً حيوياً في تطوير جهاز المناعة لدى الطفل، وبالتالي عندما يولد الرضيع قيصرياً، يحصل على ميكروبيوم أقل تنوعاً، ما يسبب اختلال توازن الجهاز المناعي، والتعرض لبعض المشكلات الصحية مثل الربو.

-صحة الجهاز التنفسي عند الولادة

أثناء الولادة المهبلية، تساعد عملية الضغط على إزالة السوائل من رئتي الطفل، مما يعزز صحة الجهاز التنفسي.

في الولادات القيصرية يخرج الطفل من الرحم بطريقة مختلفة، وبالتالي لا يتعرض لحالة الضغط الطبيعية، ما يزيد من ارتفاع معدلات الإصابة بـالضائقة التنفسية أو العدوى الفيروسية، وجميعها عوامل خطر للإصابة بالربو.

وبالنسبة للإحصائيات، أضاف "شاه" أن هناك العديد من الأبحاث التي تؤكد أن الأطفال الذين يولدون قيصرياً لديهم خطر متزايد للإصابة بالربو بنسبة 20-30% مقارنة بأولئك الذين يولدون طبيعياً عن طريق المهبل.

وجاءت هذه التصريحات مشابهة للنتائج التي حصدتها مراجعة 2024 لـ113 دراسة نُشرت في "Cochrane Library" و"PubMed" و"Embase" حتى 12 أكتوبر 2023، وقارنت الدراسات الرصدية خطر الإصابة بأمراض الحساسية في النسل، بين المولود بعملية قيصرية مقابل الأطفال الذين ولدوا بشكل طبيعي، نقلاً عن "ScienceDirect".

وتشير نتائج التحليل التلوي إلى أن خطر الإصابة بالربو أعلى بمقدار 1.41 مرة عند الأطفال المولودين بعملية قيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية.

مشاكل تنفسية أخرى تسببها الولادة القيصرية

ونوه الطبيب الهندي إلى أن الأطفال الذين خضعوا لعملية قيصرية عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بشكل عام، بما في ذلك الضائقة التنفسية "RDS"، وتسرع التنفس العابر عند حديثي الولادة "TTN"، وتشكل هذه الحالات الصحية خطراً كبيراً على تطور "PPHN" وهو ارتفاع ضغط الدم الرئوي عند المواليد.

تدخين الأم أثناء الحمل على إصابة الطفل بالربوالتدخين أثناء الحمل يسبب آثار سلبية قبل وبعد الولادة

هل يؤثر تدخين الأم أثناء الحمل على إصابة الطفل بالربو؟

شدد "شاه" على أن التدخين أثناء الحمل يعد أحد العوامل التي تزيد من فرص إصابة حديثي الولادة بالربو، بجانب بعض الآثار السلبية الأخرى التي تظهر قبل وبعد الولادة، وتتضمن ما يلي:

-قبل الولادة

1- انخفاض الوزن عند الولادة

يقلل التدخين من وصول الأكسجين إلى الطفل، ما يؤدي إلى تباطؤ النمو وانخفاض الوزن عند الولادة.

2- الولادة المبكرة

يزيد التدخين من خطر الولادة المبكرة، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية.

3-العيوب الخلقية

ارتفاع خطر الإصابة بالشفة المشقوقة والفم المشقوق وعيوب القلب.

4-مشاكل المشيمة

يمكن أن يسبب التدخين انفصال المشيمة المبكر أو المشيمة المنزاحة، ما يهدد حياة الجنين.

5-الحرمان من الأكسجين

يقلل النيكوتين وأول أكسيد الكربون من إمداد الأكسجين، مما يضعف نمو دماغ الطفل ورئتيه وأعضائه.

وبعد الولادة، هناك العديد من المخاطر الصحية الأخرى، التي تتضمن أيضاً ما يلي:

1-متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS)

الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر أكثر عرضة لخطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).

2-مشاكل في الجهاز التنفسي

الأطفال الذين يولدون لأمهات تُدخن السجائر أكثر عرضة للإصابة بالربو والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.

3-تأخر النمو

التعرض للسموم الموجودة في التبغ يمكن أن يضعف النمو المعرفي والجسدي.

4-الأمراض السلوكية

يزيد التدخين من خطر الإصابة بـ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاضطرابات السلوكية في وقت لاحق من الحياة.

نصائح لتقليل خطر إصابة المواليد بالربو

أشار "شاه" إلى أن الولادة الطبيعية لا تكون متاحة دائماً أو غير مناسبة لجميع النساء بسبب ضيق فتحة المهبل أو وضعية الجنين، وفي هذه الحالة، تكون العملية القيصرية ضرورة ملحة، ولكن يمكن تقليل آثارها السلبية عندما يتعلق الأمر بإصابة الأطفال بالربو، من خلال تطبيق النصائح التالية:

الالتزام بـ الرضاعة الطبيعيةالالتزام بالرضاعة الطبيعية يقوي مناعة الطفل

1-الالتزام بـ الرضاعة الطبيعية: تعزز تطور الميكروبيوم الصحي وتقوي المناعة.

2-البروبيوتيك: إدخال البكتيريا المفيدة من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية تحت الإشراف الطبي.

3-ملامسة الجلد للجلد: يساعد الاتصال الجسدي مع الأم على نقل البكتيريا المفيدة من الأم إلى الطفل.

4-تقليل استخدام المضادات الحيوية في وقت مبكر: ينبغي استخدامها عند الضرورة لتجنب الخلل في الميكروبيوم.

وبناءً على ذلك، ينبغي أن تلتزم كل أم بالتعليمات والإرشادات الصحية خلال فترة الحمل، من أجل إنجاب طفل سليم، لا يعاني من أمراض أو مشاكل صحية مزمنة، يمكن أن تؤثر على نموه بعد ذلك.