تعتبر الوحدة من أكثر المشكلات التي يعاني منها الشباب اليوم حيث تشير الدراسات إلى أن هذه الفئة العمرية تشعر بالوحدة والاكتئاب بشكل متزايد، ورغم أن الشباب هم الأكثر استخداماً للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي إلا أن الوحدة بينهم تفاقمت بشكل ملحوظ، وفقاً لـ"New port institute" المختص بالدراسات الاجتماعية.
الوحدة هي الشعور بعدم التوافق تجاه المجتمع
تعرف الوحدة بأنها الشعور بعدم التوافق بين الروابط الاجتماعية التي يرغب بها الفرد وتلك التي يملكها بالفعل، فالشباب في هذه المرحلة من حياتهم يتطلعون إلى التواصل العميق والانتماء وعندما لا يتحقق هذا الأمر يمكن أن يتسبب في شعور عميق بالوحدة مما يؤدي إلى مشاكل نفسية، حيث تشير الدراسات إلى أن عدم الشعور بالارتباط مع الآخرين يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.
هناك عدة عوامل تساهم في شعور الشباب بالوحدة؛ أولاً يعاني الشباب في مرحلة الانتقال إلى حياة الاستقلال من غياب التواصل الدائم مع العائلة والأصدقاء المقربين فالبعد عن الأسرة والانتقال إلى السكن الفردي أو حتى المشترك، قد لا يعزز الروابط الاجتماعية، إضافةً إلى ذلك يشعر العديد من الشباب بأنهم محاطون بالناس لكن دون الشعور بالارتباط العميق ما يزيد من حدة الوحدة.
كما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز مشاعر الوحدة، فالتواصل الافتراضي قد يحل محل التفاعل البشري الحقيقي الذي يكون أكثر إشباعاً، كما أن مشاهدة الآخرين يستمتعون بأوقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد يسبب شعورًا بالعزلة والابتعاد عن الواقع.
تشير الأبحاث إلى أن الوحدة قد تكون سبباً مباشراً في الإصابة بالاكتئاب بين الشباب فالشك الذاتي وانخفاض الثقة بالنفس الناتجان عن الشعور بالوحدة قد يدفعان الشاب إلى العزلة، ما يزيد مشاعر الحزن واليأس، وفي حالات شديدة يمكن أن تؤدي الوحدة إلى أفكار انتحارية.
هناك علامات يمكن من خلالها التعرف على الوحدة المزمنة التي قد تؤدي إلى الاكتئاب، ومنها:
صعوبة في بناء علاقات عميقة مع الآخرين.
الشعور بعدم الفهم من قِبل المحيطين.
القلق وصعوبة التركيز.
الأرق والشعور بالتعب.
الانخراط في عادات مدمرة مثل الإفراط في شرب الكحول.
للتغلب على الوحدة عليك المشاركة في الأنشطة الجماعية
لتخفيف الشعور بالوحدة هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها، منها:
- تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: تشير الأبحاث إلى أن تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص على هذه المنصات يقلل من الشعور بالوحدة.
- العمل التطوعي: يساعد الشباب على بناء علاقات جديدة وتعزيز الشعور بالانتماء.
- النوم الجيد: وجدت الدراسات أن قلة النوم يمكن أن تزيد من الشعور بالعزلة.
- المشاركة في الأنشطة الجماعية: مثل الرياضة أو الفنون، حيث تعزز هذه الأنشطة التواصل الاجتماعي.
- البحث عن التدفق: الانخراط في أنشطة تحتاج إلى تركيز وجهد يمكن أن يساعد على تقليل الشعور بالوحدة.