عند الحديث عن التنمر يحصر البعض حدوثه في ساحات المدارس فقط، لكن تمتد آثاره لما هو أبعد من ذلك حيث يؤثر في الصحة العقلية وفي الحياة العاطفية والاجتماعية على المدى القصير والطويل لتمتد آثاره إلى مرحلة البلوغ.
قد يستهدف الأطفال بعضهم البعض بتصرفات عدوانية عند ملاحظة أي اختلافات جسدية أو اجتماعية بينهم، ما يجعل مرحلة الطفولة مركزاً للقلق والاكتئاب قد يلاحق الطفل حتى بعد البلوغ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فيُصاب الطفل الذي يتعرض للتنمر أيضاً بتدني احترام الذات، مع صعوبة في النوم، وتتزايد لديه الرغبة في إيذاء نفسه، بدرجة قد تصل إلى التفكير في الانتحار.
كيف تعلم أن طفلك تعرض للتنمر في المدرسة
ورغم أن بعض التجارب تتلاشى بمرور الوقت، لكن هذا لا يعني أن الطفل تغلب عليها، بل كشفت أبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالمشكلات العقلية في مرحلة البلوغ.
وبهذا فالآثار طويلة المدى التي لا تختفي عندما يكبر الطفل تتضمن القلق العام، واضطراب الهلع، إضافةً إلى رهاب الأماكن المكشوفة، والشعور بالوحدة ومحاولة الهروب من المدرسة، حسب موقع "WebMD".
وما يجب التنويه عنه أن الذين يتعرضون للتنمر ليسوا فقط الأكثر عُرضة للمشكلات فيما بعد، بل ينطبق ذلك على المتنمرين كذلك ففي الغالب يصبحون أكثر عدوانية، ويشعرون بقدر أقل من الإيجابية بالمستقبل، كما يُصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع خلال مرحلة البلوغ.
تتعدد أشكال التنمر لتنقسم إلى التنمر البدني الذي يشير إلى الضرب واللكم والركل، ويمكن أن يكون لفظياً من خلال التهديد والابتزاز، وفي حالة نشر الشائعات أو محاولة جعل شخص منبوذاً فإنه تنمر اجتماعي، كما أن التنمر الافتراضي الذي يحدث عبر الإنترنت الأكثر انتشاراً في عصرنا الحالي.
كيف تعلم أن طفلك تعرض للتنمر في المدرسة
إذا كان طفلك يرفض الذهاب إلى المدرسة فجأةً، أو لا يريد التحدث مع أصدقائه، فيمكنك الشك أنه ربما تعرض للتنمر، كما من بين الأعراض الجسدية التي تظهر على ضحايا التنمر التعب والصداع والتغيرات في عادات الأكل.
1-دراسة ومهنية
يمكن للناجين من التنمر أن يكون لديهم مستويات منخفضة من التحصيل العلمي في الشهادة الثانوية والجامعية.
كما يتردد بعضهم في البحث عن وظيفة عالية الأجر يريدونها، أو يواجهون صعوبة في الاحتفاظ بوظيفة، نتيجة الإصابة بالقلق والاكتئاب وانخفاض التحفيز واحترام الذات.
2-التورط في جريمة
نتيجة التعرض للتنمر، يمكن لبعض الضحايا تكوين سلوكيات عدوانية خطيرة تساهم في ظهور سلوك إجرامي بمرحلة البلوغ، إضافةً إلى التورط في تعاطي المخدرات بدءاً من المراهقة.
3-عزلة اجتماعية
مواقف التنمر المتكررة تسبب صعوبة لدى الأطفال بالمستقبل في تكوين علاقات صداقة وزمالة والحفاظ عليها، حيث يصبحون منعدمي الثقة وغير اجتماعيين بل يفضلون العزلة أكثر، حسب موقع "Education and Behavior".
كيف تعلم أن طفلك تعرض للتنمر في المدرسة
مشاعر العجز التي تسيطر عليك خلال مرحلة البلوغ وتستمر معك تجعلك تعيش كضحية دائماً؛ لذا عليك التعافي من خلال التحكم في أفكارك وعواطفك وأفعالك من خلال:
1-عليك رفض أي أكاذيب تُقال عنك واستبدلها بالحقيقة حول شخصيتك وهويتك الحقيقية من خلال التركيز على ماذا تجيد؟ ما هي نقاط قوتك؟ ماذا يحب الناس فيك؟ ما الذي يعجبك عن نفسك؟
2-التوقف عن عزل نفسك من خلال إعادة التواصل مع العائلة والأصدقاء للحصول على الدعم من أجل الشفاء.
3- ربما تحتاج إلى الدعم من الطبيب النفسي للشفاء من صدمات الطفولة، حيث سيساعدك على فهم ما حدث لك، ويمكنه التنويه عن التصرفات التي عليك التوقف عن القيام بها.
4-تركيز طاقتك ووقتك على آلام الماضي هدر لحياتك، فعليك تخصيص وقت للتعامل مع المشكلات دون السماح لها باستهلاكك.