يعتمد قرار إنجاب طفل واحد على العديد من العوامل، بما في ذلك الصحة النفسية والموارد المتاحة والخبرات الشخصية، يمكن أن يكون هو الخيار الأمثل لبعض العائلات خاصةً إذا كان يساهم في تعزيز الصحة النفسية وتوفير طفولة آمنة ومستقرة، لكنه يبقى قراراً شخصياً يعتمد على ظروف كل عائلة.
بعض النساء لا ترغب في إنجاب أكثر من طفل بسبب المعاناة من الاكتئاب
تمر بعض السيدات بتجربة ولادة صعبة تليها فترة من اكتئاب ما بعد الولادة، ويتزامن ذلك مع فترة مرهقة مع الطفل نتيجة عدم انتظام ساعات نومه لمدة 18 شهراً، ما يؤثر بشدة على صحتها النفسية والجسدية، حيث تشير دراسة نُشرت في Journal of Maternal Health إلى أن النساء اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة قد يواجهن تحديات إضافية إذا قررن إنجاب المزيد من الأطفال.
إنجاب طفل واحد يمنح الأم الفرصة للاهتمام بصحتها النفسية والجسدية، حيث يمكنها من ممارسة الرياضة والتأمل واستشارة معالج نفسي، ما يعد أمراً ضرورياً لدعم نفسها وعائلتها.
وهنا تبرز أهمية الرعاية الذاتية في تعزيز دورها كأم وزوجة، خاصةً وأن الأنظمة المجتمعية ليست مهيأة لدعم الأمهات بشكل كافٍ وبشكل خاص في الأشهر الأولى بعد الولادة، حيث تشير بيانات من American Psychological Association إلى أن الأمهات في الدول التي لا تقدم إجازة والدية مدفوعة يواجهن مستويات أعلى من التوتر والاكتئاب.
تربية طفل واحد توفر له طفولة آمنة ومستقرة، ما يسمح للوالدين بتكريس وقتهما ورعايتهما الكاملة له خلال سنوات حياته الأولى الحاسمة.
هناك ضغوط على الأباء والأمهات لإنجاب أكثر من طفل
يواجه الأباء والأمهات -في بعض المجتمعات- انتقادات وضغوطاً مجتمعية لإنجاب المزيد من الأطفال، مثل الخوف من شعور الطفل بالوحدة، لكن هذه المفاهيم ليست صحيحة دائماً، حيث يمكن أن يكون قرار إنجاب طفل واحد مثالياً لبعض العائلات وفقاً للدراسة السابقة.
يؤكد الخبراء في الدراسة أن قرار الإنجاب في غاية الأهمية، ويؤثر بشكل كبير على حياة الأسرة في المستقبل، لذا لابد من دراسته بشكل جيد، ويكون ذلك بالتشاور بين الأب والأم للوصول إلى القرار الذي يتوافق مع حياتهم، ويحقق للأم التوازن بين الأمومة وحياتها المهنية والشخصية.