أظهرت دراسة حديثة نُشرت في Nature Metabolism دور بكتيريا الأمعاء، التي تُحلل الألياف، في مكافحة سرطان القولون والمستقيم.
الألياف الغذائية التي لا يمكن للجسم هضمها مباشرة يتم تكسيرها بواسطة ميكروبيوم الأمعاء إلى جزيئات مفيدة مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) تعمل هذه الأحماض على تنظيم استجابات الجهاز المناعي وقد تساهم في الوقاية من تكوين الأورام في الأمعاء.
بكتيريا الأمعاء تساهم في الوقاية من تكوين الأورام
في هذه الدراسة تم فحص تأثير الأحماض الدهنية مثل البروبيونات والبيوتيرات التي تنتجها البكتيريا المعوية على الخلايا السليمة والخلايا المصابة بسرطان القولون، أظهرت النتائج أن البروبيونات قد تعدل الشهية وتقليل مستويات الكوليسترول بينما يُحتمل أن تساعد البيوتيرات في تنظيم الالتهابات وحماية الأمعاء من السرطان.
وجد الباحثون أن البروبيونات والبيوتيرات تغير تعبير الجينات في الخلايا السليمة والمصابة بـ سرطان القولون، هذه التغيرات حدثت في الجينات المسؤولة عن تمايز الخلايا وتكاثرها والموت الخلوي المبرمج (الاستماتة)، البيوتيرات، على وجه الخصوص، تمنع إنزيمات هيستون ديأستيلز (HDACs)، ما يؤدي إلى تغييرات في الحمض النووي يمكن أن تبطئ نمو خلايا السرطان أو حتى تسبب موتها.
رغم أن الدراسة توفر نتائج مثيرة إلا أنها لا تزال دراسة خلوية محدودة، حيث يحتاج الباحثون إلى إجراء دراسات أكثر شمولًا على البشر لتقييم تأثير هذه المركبات في الحياة الواقعية، على سبيل المثال هل تعمل هذه المركبات بنفس الطريقة في الأفراد الذين يعانون من أمراض معوية مثل مرض كرون؟ لا تزال هذه الأسئلة بحاجة إلى مزيد من البحث.
أظهرت البيانات أن العديد من الناس يتناولون أقل من الكمية الموصى بها من الألياف، ففي الولايات المتحدة يتناول البالغون حوالي 17 جراماً فقط يومياً وهو أقل بكثير من الكمية المطلوبة، ولزيادة تناول الألياف يجب أن يشمل النظام الغذائي مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور.
أهمية تناول الألياف في النظام الغذائي
رحب الباحثون بهذه النتائج التي تبرز دور الألياف في تعزيز صحة الأمعاء من خلال إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، تُظهر الدراسة كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على الجينات ويساهم في الوقاية من الأمراض مثل سرطان القولون والمستقيم.