يسعى كل أب وأم لتحسين سلوكيات أطفالهم بطريقة فعّالة وغير قاسية، قد تكون العواقب الطبيعية أداة قوية في تعديل سلوك الأطفال الصغار، حيث تساعدهم على فهم أسباب طلبات الوالدين من خلال تجربة النتائج الفورية لتصرفاتهم بدلاً من اللجوء إلى العقوبات التقليدية، يمكن للعواقب الطبيعية أن تقدم درساً قيّماً في سياق آمن.
العواقب الطبيعية هي النتيجة المتوقعة لاختيارات الطفل
قدم موقع "what to expect" تعريفاً للعواقب الطبيعية فهي ببساطة النتيجة المتوقعة لاختيار معين يقوم به الطفل، بدلاً من اللجوء إلى تدابير تأديبية مصطنعة مثل فقدان وقت الشاشة أو غيرها، تعتمد العواقب الطبيعية على استجابة الطبيعة أو الفيزياء لإظهار نتائج الأفعال، على سبيل المثال إذا رفض الطفل ارتداء المعطف في الطقس البارد يمكن أن يعاني من البرد قليلاً حتى يدرك لماذا يحتاج للمعطف، هذا يساعده على تعلم الدرس دون الحاجة لتدخل الوالدين بشكل مباشر.
تعتبر العواقب الطبيعية جزءاً مهماً من التربية اللطيفة وهي نهج يعتمد على التعاطف والاحترام ويهدف إلى تعزيز استقلالية الطفل ومهارات اتخاذ القرارات، فمن المهم أن يفهم كل والد كيف يتشكل السلوك "العواقب تغيرنا، ونتعلم من عواقبنا"، ولكن يجب أن تكون العواقب الطبيعية مناسبة وآمنة لتجنب أي مخاطر قد يواجهها الطفل.
إذا حاولت تحذير طفلك من أن الطعام ساخن للغاية ولكنه لا يستمع فقد يتعرض للحرقة قليلاً، لكن هذا سيعلمه أهمية الاستماع إلى النصائح، اتبع ذلك بمحادثة لطيفة لشرح السبب في ضرورة الانتظار حتى يبرد الطعام.
إذا أخذ الطفل لعبة من يد أخيه ستؤدي العواقب الطبيعية إلى عدم رغبة الأخ في اللعب معه، لكن إذا ضرب الطفل أخيه، فإن رد الفعل المناسب قد يكون تدبيراً تأديبياً مصطنعاً مثل تقليل وقت اللعب.
ترك الألعاب بالخارج قد يؤدي إلى إتلافها
ترك الألعاب بالخارج قد يؤدي إلى إتلافها مثل ذوبان الطباشير في المطر، في هذه الحالة استخدام العواقب الطبيعية (مثل إظهار كيف يتلف الطباشير) يرافقه محادثة لتوضيح أهمية تنظيف الألعاب.
غالبًا ما تكون العواقب الطبيعية للكذب غير ملموسة للأطفال الصغار أو قد تكون خطيرة، في مثل هذه الحالات قد يكون من الأفضل استخدام عواقب مصطنعة مثل التأكد من ربط حزام الأمان قبل بدء التحرك السيارة.
إذا قام الطفل بعمل نكتة غير لائقة يمكن توجيهه إلى استخدام لغة مناسبة في مكان مناسب مثل الحمام، والعودة بعد انتهاء النكتة مما يساعده على فهم حدود السلوك المقبول.