الحُمى، تلك الزائرة غير المرغوبة، تجلب معها مجموعة من الأعراض المزعجة، من بينها تلك الأحلام الغريبة التي قد تتركنا في حيرة من أمرنا، ولكن ما الذي يربط بين ارتفاع درجة الحرارة وتلك الصور العجيبة التي تتراقص في أذهاننا أثناء النوم؟ هل هناك تفسير علمي لهذه الظاهرة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير، من خلال استعراض أحدث الأبحاث والدراسات في هذا المجال.
تؤثر الحمى في الإدراك والمزاج والنوم
كيف تؤثر الحمى في الدماغ والصحة العقلية؟
توضح عالمة الأعصاب وخبيرة النوم تشيلسي روهرشيب، أن الحمى تسبب شعوراً بالسوء وتؤثر في الإدراك والمزاج والنوم، فقد أظهرت الأبحاث أن أحلام المصابين بالحمى تكون أكثر شدة وسلبية، ويرجع ذلك لتغيرات كيميائية في الدماغ.
رغم محدودية الأبحاث حول الأحلام المرتبطة بالحمى، أظهرت دراسة عبر الإنترنت عام 2020 شملت 100 مشارك مصابين بالحمى، أن أحلامهم كانت أكثر غرابة وسلبية من المعتاد، وتضمنت سمات مثل الجدران المتحركة، ومخلوقات ضخمة الأطراف، وظهور الحشرات.
تؤثر الحمى في الجسم بعدة طرق، حيث يمكن أن تشعر بالبرد والسخونة بالتناوب، وربما تعاني من الصداع والغثيان والألم إضافةً إلى أعراض الجهاز التنفسي وتغيرات المزاج، كما وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن الهلوسة أو الأحلام الحية من أعراض الحمى الشائعة.
ومن بين التفسيرات المتعلقة بالأحلام أثناء الحمى، أنه عندما ترتفع درجة حرارة الجسم يصبح الدماغ ساخناً كذلك ولا يعمل المخ بشكل طبيعي، ما يجعل الأحلام أكثر غرابة.
الحمى تسبب صداع وغثيان
ومن جانيه، يقول الطبيب النفسي، كاردير ستاوت، طبيب نفسي، إن نفس الشيء يحدث عندما يعاني شخص ما من رد فعل تحسسي نتيجة الإصابة بعدوى ما، إذ يُصاب بارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق، حسب موقع "Verywell Mind".
ارتفاع درجة حرارة الجسم يُصعب تنظيم الدماغ للنوم، ما يتسبب في بدء مرحلة نوم حركة العين السريعة مبكراً -وهي المرحلة التي يراودنا خلالها الأحلام- وزيادة وقتها أحياناً، حسب "روهرشيب".