تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Social Science & Medicine" إلى أن التطوع لمرة واحدة أسبوعياً يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة ويُبطئ الشيخوخة البيولوجية، حيث كشفت النتائج عن ظهور علامات أقل للشيخوخة البيولوجية على الأشخاص الذين تطوعوا لمدة ساعة واحدة أسبوعياً مقارنةً بغير المتطوعين.
التطوع يساعد على إبطاء الشيخوخة البيولوجية
حلل الباحثون بيانات لأكثر من 2600 شخص أمريكي تتراوح أعمارهم بين 62 عاماً وأكثر، استخدموا أدوات متقدمة لقياس الشيخوخة البيولوجية والتي تعتمد على التغيرات في خلايا الجسم مقارنة بالعمر الزمني، أظهرت النتائج أن التطوع لمدة ساعة إلى 4 ساعات أسبوعياً يرتبط بتباطؤ الشيخوخة البيولوجية خاصة بين المتقاعدين.
بينما أظهرت الدراسة أن جميع المشاركين الذين تطوعوا أظهروا تباطؤاً في الشيخوخة البيولوجية كان التأثير أقوى بين المتقاعدين، كما لوحظ أن الزيادة في عدد ساعات التطوع كانت مرتبطة بتأثيرات أكبر حيث كان الأشخاص الذين تطوعوا لأكثر من 4 ساعات أسبوعياً في حالة صحية أفضل مقارنةً بمن شاركوا في أنشطة تطوعية لفترة أقل.
الشيخوخة البيولوجية تشير إلى التغيرات التي تحدث في خلايا وأنسجة الجسم مع مرور الوقت، يمكن قياس الشيخوخة البيولوجية باستخدام تقنيات مثل فحص المؤشرات الحيوية أو دراسة التغيرات الجينية التي تتأثر بالبيئة والسلوك، والعمر البيولوجي هو مقياس لمعدل تقدم الخلايا والأنسجة في الجسم ويعد مؤشرًا على الصحة العامة وطول العمر.
يوفر التطوع مجموعة من الفوائد الصحية الجسدية والنفسية والاجتماعية، أحد الأسباب الرئيسية هو أن التطوع يشمل غالبًا أنشطة بدنية مثل المشي، ما يساعد في تحسين اللياقة البدنية، إضافةً إلى ذلك يعزز التطوع الروابط الاجتماعية ما يقلل الشعور بالعزلة ويخفف التوتر.
التطوع أيضاً يعزز الصحة النفسية من خلال توفير شعور بالهدف والمعنى مما يقلل من تأثير فقدان الأدوار التقليدية مثل الزوج أو الوالد مع تقدم العمر، حيث أن الأشخاص الذين يعيشون في عزلة اجتماعية يميلون إلى التقدم في العمر بشكل أسرع بينما يمكن أن تحسن التفاعلات الاجتماعية من صحة الدماغ وطول العمر.
تأثير التطوع على الصحة النفسية
سواء كان التطوع يشمل توجيه الأفراد أو تنظيم الفعاليات المجتمعية أو مساعدة المحتاجين، تشير الدراسات إلى أن هذا النشاط يمكن أن يسهم في إبطاء الشيخوخة البيولوجية وتحسين جودة الحياة بشكل عام.