مرض الكبد الدهني غير الكحولي (MASLD) يصيب حوالي 1 من كل 4 بالغين حول العالم، وهو من الأمراض التي غالباً ما يتم اكتشافها عند فحص حالات صحية أخرى، وعادة ما يكون العلاج الرئيسي لهذه الحالة هو فقدان الوزن لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كم من الوزن يجب أن يخسر المريض؟
أهمية الكبد ووظائفه
الكبد هو عضو حيوي يقوم بأكثر من 500 وظيفة ضرورية لبقاء الجسم، فهو مسؤول عن إنتاج الصفراء وهضم الدهون وتنقية السموم من الدم وتنظيم مستويات السكر وصناعة البروتينات الأساسية، لكن عندما تتراكم الدهون في الكبد تؤثر هذه الوظائف الحيوية بشكل سلبي مما يؤدي إلى تدهور صحة الكبد.
بحسب الدراسات مثل مراجعة دراسات عام 2021 نشرها موقع "health shots" فقد وُجد أن فقدان 7% إلى 10% من الوزن يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين حالة الكبد الدهني، كما أظهرت تحليلات أخرى أن 85% إلى 90% من الأشخاص الذين فقدوا 10% من وزنهم أو خضعوا لجراحة السمنة شهدوا تحسناً ملحوظاً في حالتهم الصحية بعد عام.
هناك عدة طرق لفقدان الوزن مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني، حيث تشير الأبحاث إلى أن فقدان الوزن المستدام يُعد من أكثر الطرق فاعلية في تحسين حالة مرض الكبد الدهني حيث يساعد على تحرير وتحسين الموارد الأيضية التي يستخدمها الكبد لإزالة الدهون، كما أظهرت الدراسات أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد في علاج حالات أخرى مثل السكري من النوع 2.
النظام الغذائي يلعب دوراً مهماً في إدارة الكبد الدهني، ويجب تقليل استهلاك الأطعمة المعالجة والسكريات المضافة والدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة، ومن الأفضل أيضاً تقليل استهلاك المشروبات السكرية والكحول الذي قد يسبب ضرراً للكبد حتى بكميات معتدلة، كما يُنصح بتقليل الأطعمة النشوية مثل الخبز الأبيض والأرز لصالح الخضراوات الغنية بالألياف.
يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة المعالجة والسكريات
مع تقدم مرض الكبد الدهني إلى مرحلة التليف قد يكون من الضروري استخدام أدوية مثل GLP-1 أو حتى جراحة السمنة، لكن الأبحاث تؤكد أن فقدان الوزن بشكل مستدام من خلال أسلوب حياة صحي هو العلاج الأكثر فاعلية في منع تقدم المرض.