أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science إلى أن الحد من تناول السكر أثناء فترة الحمل وأول عامين من حياة الطفل قد يخفض من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري بنسبة تصل إلى 35%، كما أنه يقلل احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 20%، ويرتبط أيضاً بتقليل مخاطر السمنة المبكرة، رغم أن هذه العلاقة كانت أقل وضوحاً.
تقنين السكر ساعد على تأخر ظهور المرض
اعتمد الباحثون على بيانات صحية لما يُعتبر "تجربة طبيعية"، إذ شهدت المملكة المتحدة تقنيناً في السكر أثناء الحرب العالمية الثانية وانتهى هذا التقنين في سبتمبر 1953، درس الباحثون بيانات حوالي 38,155 شخصاً من قاعدة بيانات UK Biobank الذين وُلدوا أثناء فترة التقنين و22,028 شخصاً وُلدوا بعد انتهاء هذه الفترة، تحتوي قاعدة UK Biobank على معلومات صحية وجينية مفصلة لنحو نصف مليون شخص من المملكة المتحدة.
كشف مؤلفو الدراسة أن تقنين السكر قد حدّ من الاستهلاك إلى مستويات مقاربة للإرشادات الغذائية الحالية لكن استهلاك السكر ارتفع بشكل كبير بعد انتهاء التقنين، قدر الباحثون أن الحماية الناتجة عن تقليل السكر خلال الحمل تمثل نحو ثلث انخفاض المخاطر الصحية.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الذين أصيبوا لاحقاً بالسكري أو ضغط الدم المرتفع شهدوا تأخراً في ظهور المرض بسبب تقنين السكر.
خلال فترة التقنين بلغ متوسط استهلاك السكر حوالي 41 جراماً يومياً بينما ارتفع هذا المتوسط إلى 80 جراماً يومياً بمجرد انتهاء التقنين، لاحظ الباحثون أيضاً تدهور صحة أسنان الأطفال بعد انتهاء التقنين إلى جانب ارتباط التعرض المبكر للسكر برغبة مستمرة في تناول السكريات طوال الحياة، حيث استمر ارتفاع استهلاك السكر لدى الأشخاص الذين وُلدوا بعد فترة التقنين حتى بلوغهم الستينات.
تأثيرات طويلة الأمد للسكر على صحة الأطفال
أوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة تاديجا غراكنر، أستاذ مساعدة في قسم البحوث الاقتصادية والاجتماعية بجامعة University of Southern California Dornsife، أن دراسة الآثار طويلة الأمد للسكر المضاف على الصحة يمثل تحدياً.
وأضافت غراكنر، التي عملت ضمن فريق بحثي شمل علماء من University of California, Berkeley وMcGill University في كندا: "من الصعب العثور على بيئات غذائية عشوائية يتعرض فيها الناس منذ الطفولة ومتابعتهم لمدة تصل إلى 50 أو 60 عاماً، لكن انتهاء فترة التقنين وفّر لنا تجربة طبيعية لتجاوز هذه التحديات".