من المعروف أن الأطفال يُخرجون طاقتهم باللعب ولا يفضلون البقاء في المنزل من دون حركة، لكن المثير للقلق في عصرنا الحالي، أن الأطفال أصبحوا كسالى نتيجة قضائهم أوقاتاً كبيرةً في مشاهدة التلفاز واستخدام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر التي تؤدي إلى إدمانهم الجلوس.
كما أن إهمال الوالدين لهذه المشكلة يجعل الأطفال من محبي الجلوس. والمشكلة أن امتلاك هذه العادة في الطفولة تؤدي إلى مشكلات صحية في مرحلة البلوغ مع استمرار عدم الرغبة في بذل الجهد ونقص الحافز، وهي المشكلات التي تتمثل في:
قال راخول شوهان استشاري طب الأطفال بمستشفى مانيبال الهندية لموقع "Times of India"، إن الكسل والجلوس والاستلقاء لفترات طويلة يؤدي إلى قلة النشاط البدني، والنقص في الحركة يسبب زيادة الوزن والسمنة اللذين يزيدان خطر الاضطرابات الأيضية، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع الكولسترول وضغط الدم.
كما أشار إلى أن الخمول يمكنه التأثير في كيفية تعامل الجسم مع الإنسولين ومعالجة الدهون، وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم حالات التمثيل الغذائي.
أوضح "شوهان" أن الكسل وقضاء المزيد من الوقت أمام شاشات الهواتف يتسببان في حدوث مشاكل عضلية هيكلية للأطفال في سن مبكرة، من بينها فقدان قوة العضلات.
أظهرت دراسة حديثة أن التحديق لساعات طويلة في مرحلة الطفولة أمام الشاشات (التلفزيون والهواتف) يؤدي إلى تدهور صحة القلب فيما بعد، نتيجة المعاناة من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ومشاكل صحية أخرى.
وفي سياق متكامل، قال "أندرو أغباجي" المؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي صادر عن جمعية الغدد الصماء، إن ثلثي الزيادة الإجمالية في مستويات الكولسترول لدى الشخص في منتصف العشرينيات من عمره، تعود إلى قلة النشاط وزيادة أوقات الجلوس بمرحلة الطفولة، إضافةً إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية مبكرة عند الوصول إلى منتصف الأربعينيات من العمر.
حصل الأطفال بعمر 11 عاماً، خلال الدراسة، على أجهزة تتبع النشاط من الباحثين بفنلندا، بهدف فحص مستويات الكولسترول خلال متابعة صحتهم لمدة 13 عاماً، وكشفت النتائج أن المشاركين أصبحوا أكثر كسلاً مع التقدم في السن.
اكتشف الباحثون ارتفاع متوسط وقت الجلوس من 6 ساعات يومياً في مرحلة الطفولة إلى 9 ساعات يومياً في مرحلة الشباب، وانخفاض النشاط البدني الخفيف من 6 ساعات يومياً بالطفولة إلى النصف في مرحلة البلوغ؛ ما أدى إلى ارتفاع نسبة الكولسترول إلى 70% خلال الفترة الزمنية ذاتها، حسب موقع "HealthDay".
وبهذا الشأن، أوضح "أغباجي" أن ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3-4 ساعات يومياً قد تكون وسيلة فعالة للحد من ارتفاع نسبة الكولسترول، وتجنب مشاكل صحة القلب في وقت لاحق من الحياة.
لذلك يُنصح الوالدان بالاهتمام المناسب بأطفالهما في سن مبكرة، من خلال حثهم على ممارسة الأنشطة البدنية مثل المشي، وعدم ترك مجال للجلوس طويلاً أمام الهواتف، وأن يستبدلا بذلك الألعاب، قبل أن يتعود الطفل على عادات يصعب تغييرها.