يمكن أن يبدو نزيف الأنف -يُعرف علمياً بـ"الرعاف"- عند الأطفال مخيفاً، لكنه عادةً لا يمثل مشكلة خطيرة، ما يطرح تساؤلات مهمة حول كيفية التعامل معه، ومتى يمكن أن يهدد صحة الطفل؟
يحدث الرعاف عندما ينفجر وعاء دموي صغير في بطانة الأنف؛ فالجزء الداخلي من الأنف حساس، والأوعية الدموية الصغيرة هشة وقريبة من السطح، ما يجعلها تنفجر بسهولة وتبدأ بالنزيف، ويشيع حدوثه في المناخات الجافة، خاصةً خلال فصل الشتاء، عندما تسبب الحرارة الجافة في المنازل والمباني جفافاً وتشققاً وتقشراً داخل الأنف، حسب "The Royal Children's Hospital".
عادةً ما يكون النزيف ضئيلاً، ويتوقف في أقل من 10 دقائق، كما أنه من النادر أن يفقد الأطفال الكثير من الدم، ولكن إذا تكرر نزيف الأنف على مدى عدة أسابيع أو أشهر، فمن المحتمل أن يتعرض الطفل لفقر الدم، وفي أغلب الأحيان يتخلص الأطفال من الرعاف خلال سنوات المراهقة.
يحدث نزيف الأنف لعدة أسباب، منها: انفجار الأوعية الدموية شديدة الحساسية خلال الطقس الدافئ والجاف، والتهابات في الأنف والحنجرة والجيوب الأنفية مثل نزلات البرد، والحساسية مثل حساسية عث الغبار أو حمى القش، ودخول جسم غريب في الأنف (قد يضع الطفل ألعاباً صغيرة في أنفه مثل البطارية أو أي شي حاد)، والإمساك الذي يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد المفرط عند الذهاب أكثر من مرة إلى المرحاض، إضافةً إلى بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للالتهابات أو بخاخات الأنف.
إذا وجدت طفلك ينزف من الأنف حاول ألا تنقل خوفك إليه، وابدأ في تهدئته لأن البكاء يزيد النزيف، وجعله يجلس في وضع مستقيم مع الانحناء قليلاً إلى الأمام، مع الضغط على الجزء السفلي من الأنف، وعلى فتحتي الأنف معاً بأصابعك لمدة 10 دقائق متواصلة، وبعدها إن لم يتوقف النزيف استمر بالضغط لمدة 10 دقائق أخرى.
إضافةً إلى ذلك، ضع منشفة باردة أو كيس ثلج مغطى على الجزء الخلفي من رقبة طفلك -إذا كان يستطيع تحمل ذلك- في أثناء جلوسه على حجرك، وقدم له مشروباً بارداً للتخلص من طعم الدم، وشجعه على بصق أي دم يقطر من أنفه إلى فمه؛ فابتلاع الدم قد يجعله يتقيأ، ما قد يتسبب في استمرار نزيف الأنف أو تفاقمه.
بمجرد توقف النزيف، أخبر طفلك ألا يفرك أو يلتقط أو ينفخ أنفه لمدة يومين إلى ثلاثة أيام. هذا سوف يسمح للأوعية الدموية المكسورة بالشفاء.
وإذا كان طفلك يعاني نزيف الأنف المتكرر، ضع الفازلين داخل أنفه عدة مرات في اليوم، للمساعدة على حماية الأغشية المخاطية، واستخدم قطرات الأنف أو رذاذ المياه المالحة (المالحة) حسب توصيات الطبيب المعالج، وعند النزيف تجنب إعطائه المشروبات أو الطعام الساخن، مع عدم الاستحمام لمدة 24 ساعة على الأقل.
إذا قمت بالإسعافات الأولية ولم يتوقف النزيف يُنصح بزيارة الطبيب فوراً، أو إذا تكرر النزيف على مدى عدة أسابيع، أو حين كان النزيف مصحوباً بكدمات في الجلد أو أي مكان من الجسم، أو مع بشرة شاحبة.