عادةً ما يكون الآباء والأمهات متحمسين للحظة التي يرون فيها أطفالهم يَخطُون خطواتهم الأولى، لكنهم قد يقعون في خطأ المقارنة إذا ما رأوا أطفالاً آخرين بدأوا يمشون في وقتٍ مبكر عن صغارهم، نتيجة الجهل بالاختلافات الفردية بين كل طفلٍ وآخر، وأنه لا توجد سُنة واحدة يسير عليها كل الأطفال سواسيةً.
وفقاً لـ"Ayu health"، يبدأ معظم الأطفال يتخذون خطواتهم الأولى بين عمر 9 شهور و12 شهراً، وقد يبدأ البعض في وقت مبكرٍ يصل إلى 6 أشهر، أو متأخر يصل إلى 15 شهراً، لكن من المهم ملاحظة أن كل طفل يتطور بوتيرة مختلفة عن الآخر، لكن إذا استغرق الطفل أكثر من ذلك الوقت فمن المُحتمل أن تكون هناك مشكلة صحية وراء الأمر.
توجد بعض المؤشرات المبكرة لتأخر المشي عند الأطفال، ومنها عدم الاهتمام بالوقوف، كما أن الطفل لا يستند على شيء؛ أي لا تتطور لديه مهارة المشي، بجانب صعوبة في التوازن والتأخر في الجلوس أو الزحف، والتصلب وعدم القدرة على أخذ خطوات.
وفي عام 2022، أطلقت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إرشادات حول تطور نمو الطفل؛ حيث أوصى المركز بأن الطفل ينبغي أن يمشي دون مساعدة في عمر 18 شهراً.
توجد العديد من الأسباب التي تؤخر مشي الأطفال وتحرمهم من اكتشاف العالم حولهم، وفيما يلي بعضها:
يمكن أن تؤثر الاضطرابات العصبية على الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكي، وتؤدي أيضاً إلى تأخر المشي عند الأطفال. وتشمل الاضطرابات العصبية التي تؤثر على مشي الطفل: الشلل الدماغي، ومتلازمة داون، وتأخر النمو، كما يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على قوة عضلات الطفل وقدرته على التعلم وأدائه، وتعيق تطور المهارات الحركية الجديدة.
يمكن أن يؤدي ضمور ومشاكل العضلات إلى تأخر المشي عند الأطفال؛ ما يسبب ضعف العضلات وصعوبة التنسيق، وتشمل أمثلة مشاكل العضلات الحثل العضلي – وهو مجموعة من الاضطرابات التي تنتقل وراثياً من أحد الوالدين – والضمور العضلي من نمط بيكر – وهو مرض وراثي ينتج عن حدوث طفرة أو اضطراب في جين محدد – وتنتج هذه الحالات عن طفرات جينية تؤثر في نمو العضلات ووظيفتها.
الكُساح هو حالة ناجمة عن نقص فيتامين "د" أو الكالسيوم أو الفوسفور، ويمكن أن يؤدي إلى ضعف العظام وتأخر المشي عند الأطفال. ويعد فيتامين "د" أحد الفيتامينات المهمة للنمو السليم للعضلات والعظام.
يحدث قصور الغدة الدرقية عندما تكون الغدة غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الهرمونات. وإذا كان الطفل يعاني من هذا القصور، فمن المحتمل أن ينتج عنه تأخر المشي، كما أنه يعاني من ضعف العضلات والتنسيق.
يعاني الأطفال الخُدَّج من عدم اكتمال مراحل النمو؛ حيث يُولَدون قبل أوانهم، ويكون وزنهم أقل من 2.5 كيلوجرام؛ لذا فهم يواجهون صعوبات مقارنةً بالأطفال الآخرين، ومن ثم يستغرق الأطفال الخُدَّج وقتاً أطول للوصول إلى مراحل معينة من النمو مثل المشي؛ لأن أجسادهم وأدمغتهم لم تتطور بالكامل.
يُنصح بزيارة الطبيب أولاً للحصول على استشارة طبية بشأن الطفل عند الشك في وجود مشكلة تعيق عملية المشي، ويمكن أن تساعد الأم – وفقاً لـ"Healthnews" – طفلها منزلياً على المشي، من خلال تطبيق بعض من النصائح، وفيما يلي بعضها:
- التشجيع على المشي إذا رأيت علامات تشير إلى أن طفلك يقترب من الوصول إلى الهدف المرجو.
- أمسكي بيد طفلك وساعديه على الوقوف واتخاذ الخطوات.
- يمكن لألعاب الدفع الثابتة أن تعزز المشي بمجرد أن يتمكن الطفل من التجول والوقوف مع الدعم.
- تجنب استخدام المشايات: يمكن للمشاية أن تسبب خطر السقوط، ومن المحتمل أن يتعثر ويُصاب.