تغير المناخ، تلك القضية الملحة التي تشغل العالم، تتجاوز تأثيراتها البيئية لتصل إلى جوانب صحية حساسة، فهل تعلم أن الدورة الشهرية، هذا الإيقاع الطبيعي في حياة المرأة، قد تتأثر بشكل مباشر بتغير المناخ؟
وفي اليوم العالمي للفتاة أو اليوم العالمي للطفلة الذي يصادف 11 أكتوبر من كل عام، تستعرض بوابة صحة الآثار الصحية للتغير المناخي على صحة الفتيات، وكيف يؤثر التغير المناخي في الدورة الشهرية.
اليوم العالمي للفتاةتتزايد الأدلة العلمية التي تشير إلى وجود صلة بين التغيرات المناخية وتقلبات الدورة الشهرية، فالتعرض لدرجات حرارة مرتفعة، والتلوث، والإجهاد الناجم عن التغيرات المناخية، كلها عوامل قد تؤثر على الهرمونات الأنثوية وتسبب اضطرابات في الدورة الشهرية.
إضافةً إلى ذلك، يؤثر نقص خدمات المياه والصرف الصحي على الصحة الإنجابية للفتيات والمراهقات، مع وجود تأثير سلبي محتمل على صحتهن النفسية والاجتماعية، كما تؤدي المخاطر المرتبطة بتغير المناخ إلى تفاقم إمكانية العنف القائم على النوع الاجتماعي، حسب "Unicef".
يعد تغير المناخ قضية عالمية تؤثر على جوانب مختلفة من حياتنا، وبالرغم من أن العواقب البيئية تتم مناقشتها على نطاق واسع، فإنه يتم إهمال تأثيرها المحتمل على الدورة الشهرية.
يمكن أن يكون لتغير المناخ تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الدورة الشهرية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغييرات في الأنماط الهرمونية وعدم انتظام الدورة الشهرية، على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر موجات الحر على منطقة ما تحت المهاد، التي تنظم إنتاج الهرمونات، مما يسبب تقلبات في الدورة الشهرية.
كذلك، يصعب تغير المناخ من الحصول على خدمات الصرف الصحي الكافية والمياه النظيفة، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على نظافة الأعضاء التناسلية خلال الدورة الشهرية، كما يمكن للكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات أو الجفاف، أن تعطل أنظمة المياه والصرف الصحي، ما يجعل من الصعب على النساء إدارة الدورة الشهرية.
لأن تغير المناخ يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، فيؤدي ذلك إلى التعرض لمشاكل في الخصوبة، وصعوبات في الحمل، وزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الإنجابية، كما تساهم تغيرات مستويات الهرمونات أيضاً في تقلب المزاج والشعور بالتعب وزيادة الأعراض الجسدية والعاطفية الأخرى المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS).
تغير المناخ يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية
علاوةً على ذلك، عدم توافر موارد مائية نظيفة خلال الدورة الشهرية، يزيد فرص إصابة الفتيات بالعدوى البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية والالتهابات المهبلية، ما يؤدي في بعض الأوقات إلى خطر الإصابة بمتلازمة الصدمة السمية (TSS).