تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة بين النساء عالمياً، في حين تأتي السكتة الدماغية في المرتبة الثالثة من حيث الانتشار التي قد تُشخّص أمراض القلب بشكل خاطئ لدى النساء بسبب اختلاف الأعراض عن تلك التي يعاني منها الرجال، أو لأنهن قد لا يظهرن أعراضاً واضحة.
أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة بين النساء أهمية المؤشرات الحيوية الثلاثة
أجرى الدكتور بول ريدكر؛ مدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام، دراسة نُشرت في مجلة (The New England Journal of Medicine NEJM) والتي أظهرت أن قياس 3 مؤشرات حيوية في الدم يمكن أن يتنبأ بخطر إصابة المرأة بأمراض القلب مثل النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، على مدى 30 عاماً مقارنة بقياس مؤشر واحد فقط.
حلل الباحثون بيانات من دراسة صحة المرأة التي يمولها المعهد الوطني للصحة (NIH) والتي تابعت صحة النساء المحترفات من عمر 45 عاماً فما فوق منذ عام 1993، ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن مستويات أعلى من بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hsCRP) يواجهن زيادة في خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 70%.
كما أن النساء اللواتي لديهن أعلى مستويات من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL-C) يواجهن زيادة بنسبة 36% في خطر الإصابة بنفس الأحداث، بينما اللواتي لديهن مستويات مرتفعة من الليبوبروتين أ (Lp a) يواجهن زيادة بنسبة 33%.
الكوليسترول يتنبأ بخطر الإصابة بأمراض القلب
أظهرت الدراسة أيضاً أن النساء اللواتي لديهن مستويات مرتفعة من جميع المؤشرات الثلاثة يكنّ أكثر عرضة للإصابة بحدث قلبي كبير بمقدار 2.6 ضعف، وزيادة بمقدار 3.7 ضعف للإصابة بسكتة دماغية خلال الثلاثين عاماً المقبلة.
وأوضح "ريدكر" أن كل مؤشر حيوي يضيف إلى الآخر، وإذا كانت المرأة غير محظوظة بما يكفي لارتفاع جميع المؤشرات الثلاثة، فإن المخاطر تصبح مرتفعة بشكل كبير.
من الضروري بدء الفحوصات مبكراً في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر لتوفير الوقت الكافي لتطبيق العلاجات الوقائية، مثل تغيير النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، بدلاً من الانتظار حتى بلوغ الستينيات أو السبعينيات، كما أن الفحوصات المتقدمة لها أهمية بالغة في تحديد المخاطر واتخاذ الخطوات اللازمة لتقليلها.