استيقظت "مارينا أوكالوفا" ذات صباح على توعُّك شديد أصابها، وشعور بالغثيان والدوار والصداع المؤلم، وكأن سكيناً اخترق رأسها؛ لذا نهضت عن سريرها لطلب المساعدة، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى هاتفها؛ حيث انهارت وفقدت الوعي، ولم تستطع الحركة لمدة 12 ساعة.
قضت الشابة البالغة من العمر 32 عاماً ساعات طويلة عاجزةً عن الحركة مع رؤية مشوشة، ونوبات من الإغماء حتى نُقلت إلى المستشفى في النهاية بفضل صديقتها التي اكتشفت غيابها، وطلبت المساعدة من الشرطة.
أُصيبت مارينا بسكتة دماغية نزفية، وهي حالة تهدد الحياة، تحدث عندما ينفجر وعاء دموي ضعيف يغذي الدماغ، ويعاني أغلب الناجين من توابع سلبية للحالة الصحية، مثل ضعف الكلام وتقييد الحركة وضعف العضلات.
عانت الشابة التي تقطن بمنطقة غرب لندن من شلل في الجانب الأيمن من جسدها، واضطراب الكلام، ورغم محاولاتها العودة إلى حالتها الطبيعية، واستعادة حركة أطرافها اليمنى، والقدرة على الكلام، فإنها تخلت عن وظيفتها، وعانت مشكلات نفسية وليست جسدية فقط.
بداخل المملكة المتحدة، يوجد 100 ألف حالة سكتة دماغية سنوياً، ويعيش 1.3 مليون ناجِ، مع توقعات بتضاعف عدد الناجين إلى أكثر من مليونين بحلول عام 2035، بحسب جمعية السكتة الدماغية.
المشكلة أن ثلث السكان – وفقاً لبحث جديد – يعتقدون أن السكتات الدماغية لا تصيب الشباب، رغم أن 1 من كل 4 يعانونها قبل سن التقاعد، كما أن ربع الناجين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أقل، تعرضوا لتشخيص خطأ في البداية؛ لأن الأعراض الرئيسية – مثل الشلل وصعوبة الكلام وتغيرات الرؤية والغثيان والدوار – دلالة على مرض آخر.
وفقاً لمجلة جمعية القلب الأمريكية، فإن المرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية الإقفارية تتدمر لديهم 1.9 مليون خلية عصبية، و14 مليار وصلة عصبية، و12 كيلومتراً من الألياف المايلينية كل دقيقة. وهذا يعني أن كل ساعة دون علاج يفقد الدماغ خلايا عصبية بما يعادل 3 سنوات و6 أشهر.
رغم أن بعض أعراض السكتة الدماغية واضحة بشكلٍ كبير، فإنه توجد علامات خفية تصيب النساء ذكرتها "هيرا كامدار" الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بمركز ويكسنر الطبي بجامعة أوهايو الأمريكية، مثل الصداع الحاد، والضعف العام، وضيق التنفس وآلام الصدر والاستفراغ وضباب الدماغ والحازوقة.
وقالت لموقع "سي إن إن" إن أعراض السكتة تظهر فجأةً، ويخلط الأطباء بينها وبين مشكلة صحية أخرى، موضحةً أنها قد لا تظهر على جانب واحد من الجسم؛ فمن الشائع حدوث ضعف في العضلات بجانب واحد، لكن قد تمتد لأكثر من ذلك لدى النساء.
ذكرت أبحاث أن الحازوقة أو الفواق ترتبط بالسكتة الدماغية، وعلامة على تلف الدماغ في مناطق مثل النخاع المستطيل الذي يتحكم في التنفس، والقشرة، ومنطقة أخرى تتحكم في الحركة، بحسب المجلة العلمية "الدماغ والسلوك".
رغم ما ذكرته الأبحاث، فإن هذا لا يعني أن كل امرأة يجب عليها الخوف في كل مرة تُصاب فيها بالحازوقة، أو تشعر بالنعاس، بل يجب القلق عندما تصبح الأعراض خطيرة بما يكفي لإضعاف وظائف الجسم، مثل الشعور بالتعب الشديد، وعدم القدرة على النهوض من السرير.
وحول ذلك، أكدت "كامدار":"كل زوبعة ليست سكتة دماغية، لكن إذا كانت تؤذي الحلق أو مصحوبة بالقيء، فيجب الفحص سريعاً".
دقيقة واحدة يمكنها أن تنقذك من السكتات الدماغية، لذا لا تهمليها، بل عليكِ مراقبة الأعراض الغريبة والمتكررة، والفحص من آن إلى آخر للاطمئنان.