يتزايد عدد الأشخاص المصابين بمرض "ألزهايمر" عالمياً، فواحد من بين كل 4 أشخاص يتم تشخيصه بالمرض، وظل لغز إصابة النساء بالمرض أكثر من الرجال محيراً للعلماء قبل محاولات بعض الدراسات فكه استناداً لأبحاث علمية.
التقديرات تشير إلى أن ما يقرب من 44 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بالخرف، منهم 5.5 مليون شخص من جميع الأعمار بالولايات المتحدة، النسبة الأكبر منهم -حوالي 5.3 مليون شخص- فوق 65 عاماً، فيما يعاني 200 ألف من الأصغر سناً من أعراض مبكرة للمرض، بحسب "Alzheimersnewstoday".
وأشارت تقارير صادرة عن المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة، إلى أن معدل انتشار مرض ألزهايمر يتضاعف كل 5 سنوات، مؤكدة أن ثلثي الأمريكيين المصابين بالمرض من النساء، أي ما يعادل 3.3 مليون امرأة أعمارهن 65 عاماً فما فوق، إضافة إلى مليوني رجل.
ورغم توصل بعض الدراسات إلى أن الاختلافات الجينية وتركيب الدماغ قد تكون أحد الأسباب وراء ارتفاع معدل إصابة النساء بألزهايمر مقارنة بالرجال، إلا أن العمر أيضاً يلعب دوراً كبيراً ويمثل عامل خطورة للإصابة، ففي المتوسط تعيش النساء فترة أطول من الرجال؛ لذا هن أكثر عرضة للإصابة.
ولإثبات الأمر بشكل علمي، أجرت إحدى الدراسات أبحاثاً على 16.926 شخصاً في السويد، ووجدت أنه بدءًا من سن الثمانين تقريباً، كانت النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بالرجال في نفس العمر، وفقاً لـ"NIH".
وبالمثل، توصلت دراسة أجريت في تايوان إلى أن فرص الإصابة بالمرض على مدى 7 سنوات كانت أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال، وبيّن التحليل التلوي الذي فحص الإصابة بمرض ألزهايمر في أوروبا أن ما يقرب من 13 امرأة من بين 1000 امرأة يصبن بألزهايمر سنوياً، مقارنة بـ7 رجال فقط، بحسب " Harvard Health".
وتصاب النساء بأمراض المناعة الذاتية بمقدار الضعف مقارنة بالرجال؛ ما يزيد من فرص الإصابة بـ"ألزهايمر"، لأن الجهاز المناعي لم يعد قادراً على مكافحة المرض.
ويعتقد العلماء أن فقدان هرمون الأستروجين حين تمر النساء بمرحلة انقطاع الطمث قد يعرضهن للإصابة بألزهايمر، حيث أشارت دراسة أجريت عام 2022 إلى وجود هرمون محفز للإصابة، وهو الهرمون المنبه لجريب الغدد التناسلية النخامية (FSH)، الذي ترتفع مستوياته سريعاً في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ويرتبط بشكل واضح ببداية مرض ألزهايمر، وفقاً لـ"BrightFocus Foundation".
أما عن الأعراض؛ ففي المراحل المبكرة يعاني معظم المرضى من فقدان الذاكرة، ويتمثل ذلك في نسيان الأحداث، وطرح الأسئلة بشكل متكرر، وزيادة القلق أو الانفعال أو الارتباك، والنوم المضطرب، وتغيرات في الحالة المزاجية، والاكتئاب والشعور المستمر بالقلق والإحباط والغضب، وصعوبة في أداء المهام.
وفي دراسة جديدة نشرت في مجلة "Current Biology"، وجد باحثون من جامعة ويسترن أونتاريو، أن الهرمونات الجنسية الأنثوية تلعب دوراً مهماً في كيفية ظهور مرض ألزهايمر في الدماغ، كما تكون صعوبات المشي إحدى العلامات المبكرة للمرض.
ولكن هل يعني ذلك، أنه ليس هناك إجراءات يمكن باتباعها تقليل فرص الإصابة؟ بالطبع لا، توجد العديد من النصائح الصحية التي يمكن اتباعها، ومنها:
ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي السريع أو الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً، بجانب ممارسة الأمر 5 أيام في الأسبوع.
وبالنسبة للطعام، فيمكنك تناول أطعمة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الأسماك وزيت الزيتون والأفوكادو والفواكه والخضروات والمكسرات والفاصوليا والحبوب الكاملة والدواجن، أما عن الأطعمة الأخرى، فينصح بتناولها باعتدال.
وينبغي أيضاً الاعتماد على الزيوت النباتية في الطهي، مثل زيت الزيتون وزيت بذور اللفت، وتجنب الدهون الصلبة مثل الزبدة أو الدهن أو السمن.
ومن المهم تقليل كمية الملح في النظام الغذائي، وعدم تتناول أكثر من 6 جرامات (حوالي ملعقة صغيرة) يوميًا، بحسب "Alzheimer's Society".
كما أن النوم الصحي والحصول على قسط كاف من الراحة بعدد الساعات الموصى بها يومياً، يقلل من فرص الإصابة بالمرض، فضلا عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية لتعزيز الإدراك المعرفي.
التوقف عن التدخين من العادات الهامة أيضاً؛ إذ يؤثر سلباً على الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، وخاصة الأوعية الدموية في الدماغ، وكذلك القلب والرئتين.