أن تبقى شاباً طويلاً أمر يشغل بال الكثيرين الذين يسعون دائماً لبذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على شبابهم، ومع التأكيد المستمر على أهمية ممارسة الرياضة في الحفاظ على صحة الإنسان، كشفت دراسات حديثة عن تأثيرها على صحة الدماغ مع التقدم في العمر، حيث تحسن الإدراك والمزاج وتقلل خطر الأمراض التنكسية العصبية.
تأثير الرياضة على صحة الدماغ
كشفت مجلة "Nature" إن الباحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد، أجروا بحثاً لاستكشاف الآليات الأساسية التي تعزز من خلالها الرياضة الصحة العامة، لاسيما صحة الدماغ، من خلال فهم كيفية تأثير الرياضة على الأعضاء المختلفة بحيث يمكن لمقدمي الرعاية الصحية توجيه توصيات ممارسة الرياضة بشكل أكثر فعالية.
تضمنت الدراسة نحو 10 آلاف قياس عبر حوالي 20 نوعاً من الأنسجة لفحص تأثير 8 أسابيع من التمارين التحملية في الفئران المدربة على الجري على أجهزة المشي الصغيرة، وكشفت النتائج عن تأثيرات مذهلة للرياضة على جهاز المناعة، استجابة الإجهاد، إنتاج الطاقة والتمثيل الغذائي.
حدد الباحثون ارتباطات مهمة بين الرياضة والجزيئات والجينات التي تُعرف بالفعل بتسببها في العديد من الأمراض البشرية واستعادة الأنسجة.
أجرى الباحثون تحليلات على أنسجة مختلفة في الفئران المدربة على الجري لمسافات متزايدة وقارنوا هذه الأنسجة بأنسجة الفئران الكسولة، ركزوا على عضلات الساق، القلب، الكبد، الكلى، النسيج الدهني الأبيض، الذي يتراكم كدهون الجسم، إضافةً إلى الرئتين، الدماغ، والنسيج الدهني البني "دهون نشطة تستنفد السعرات الحرارية".
وجد الباحثون أن التدريب زاد من قوة العضلات الهيكلية للفئران عن المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، كما أظهروا أن التدريب زاد من الجينات المسؤولة عن صحة الكبد لدى الفئران عن المصابين بتليف الكبد، تشير هاتان النتيجتان إلى أن تدريب التحمل قد يساعد على تحسين وظيفة العضلات في مرض السكري وكذلك تعزيز صحة الكبد.
تأثير الرياضة على الذكور والإناث
حدد الباحثون اختلافات الجنس في كيفية استجابة أنسجة الذكور والإناث من الفئران للرياضة بعد 8 أسابيع، حيث فقدت الفئران الذكور حوالي 5% من دهون جسمها، بينما لم تفقد الفئران الإناث كمية كبيرة، ومع ذلك حافظت الفئران الإناث على نسبة الدهون الأولية لديها، بينما اكتسبت الإناث الكسولات 4% إضافية من دهون الجسم خلال الدراسة.
وأشار الباحثون إلى إن الفرق الأكثر ديناميكية بعد ممارسة الرياضة يحدث في الغدد الكظرية، موضحين أن الاختلافات التي لوحظت بسبب الرياضة تعود بشكل كبير إلى التغيرات في التعبير الجيني للميتوكوندريا في الأعضاء والأنسجة المسؤولة عن الحفاظ على توازن الطاقة.