رغم أن الخوف من الموت حالة طبيعية، تجعل الأشخاص في يقظة تجاه الحياة التي يعيشيونها لاستثمارها بطريقة صحيحة، إلا أنه يتحول إلى رهاب لدى فئة أخرى حيث يسيطر الخوف على أفكارهم وحياتهم اليومية، لدرجة أن البعض يخاف الخروج من المنزل.
وفي السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" الفئات الأكثر عرضة لرهاب الموت، وتوضح طرق تشخيص هذه الحالة وكيفية علاجها.
الخوف من الموت يؤثر على الشخص ويؤدي إلى عزلته الاجتماعية
رهاب الموت هو خوف شديد وغير منطقي من الموت أو من كل ما يرتبط به، مثل المرض، الشيخوخة، الموتى، الجنائز، أو حتى التفكير في عدم الوجود، هذا الخوف يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب، حيث يدفعه لتجنب المواقف والأشياء التي تذكره بالموت، ما قد يؤدي إلى عزلته الاجتماعية وتأثيره على علاقاته وعمله.
يؤثر رهاب الموت على الأطفال والبالغين، ويعتبر من الحالات الأكثر شيوعاً للذين يعانون من مشكلات صحية أو يعانون من مرض خطير، والذين يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم، إضافةً إلى المصابين بانخفاض احترام الذات واضطرابات بالصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق.
كما أن الأشخاص الذين لديهم آباء أو أحباء كبار في السن أو مرضى أو أشخاص على وشك الموت أكثر عرضة للخوف من الموت، إضافةً إلى الذين تعرضوا لصدمة أو العنف.
رغم أنه لا يوجد اختبار محدد يكشف عن الإصابة برهاب الموت، إلا أن الأطباء يستطيعون الكشف عنه عن طريق معرفة الأعراض التي تظهر على المريض، كما يطرح الطبيب مجموعة من الأسئلة حول الخوف من الموت لاستبعاد حالات متشابهة مثل اضطراب الوسواس القهري أو اضطرابات القلق الأخرى، حسب موقع Cleveland Clinic.
ويستطيع الأطباء تشخيص اضطرابات رهابية محددة في حالة استمرارها لأكثر من 6 أشهر، كما تظهر الأعراض بمجرد مواجهة الشيء أو الموقف المخيف، وفي حالة الخوف المرتبط بالجسم أو بموقف معين، أو أن الشخص يبذل قصارى جهده لتجنب الشيء أو مواجهة صعوبة في العمل.
العلاج السلوكي المعرفي يساعد فيي تغيير طريقة تفكير الشخص
في حالة أن رهاب الموت يؤثر في قدرة الشخص اليومية للعمل وفي المواقف الاجتماعية، يجب الخضوع للعلاج النفسي الذي تشمل أنواعه:
-يساهم العلاج السلوكي المعرفي في تغيير طريقة التفكير في الموت لكي لا يصبح رهاباً، كما أن العلاج بالتعرض الذي يهدف إلى تعرض الشخص لأفكار أو أماكن أو مواقف تتعلق بالموت يساهم في تخفيف الحالة.
ولأنه لا يوجد أدوية يمكنها علاج رهاب الموت، فربما يوصي الطبيب بأدوية مضادات للقلق يمكن الحصول عليها أثناء المواقف المخيفة والمرهقة مثل حضور الجنازات على سبيل المثال.
لا توجد طريقة لمنع رهاب الموت، لكن يمكن للمصابين بالحالة تقليل آثارها على حياتهم عن طريق تجنب الكافيين أو المخدرات التي تزيد من القلق، والحصول على الدعم من الأسرة والأصدقاء، كما من الضروري الحصول على المساعدة من طبيب مختص بمجرد ملاحظة الأعراض.