يزداد خطر الإصابة بالعدوى مع التقدم في السن، ما يرفع احتمالية وصف المضادات الحيوية، فبحسب منظمة الصحة العالمية، يستخدم كبار السن فوق 65 عاماً المضادات الحيوية بنسبة 50% أكثر من الأصغر سناً، ورغم فوائدها، تُثير المضادات الحيوية قلقاً بشأن تأثيرها السلبي على ميكروبيوم الأمعاء، ما قد يؤدي لاختلال التوازن البكتيري وربطه بمشاكل إدراكية.
أثبتت الدراسة عدم وجود علاقة بين المضادات الحيوية والخرف
توصلت دراسة حديثة -نشرت في مجلة Neurology التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب التي تقدم تطمينات للأشخاص الذين يحتاجون إلى تناول المضادات الحيوية- إلى نتائج مطمئنة بشأن استخدام المضادات الحيوية، حيث تابعت كبار السن الأصحاء لمدة 5 سنوات ولم تجد أي علاقة بين استخدام المضادات الحيوية وزيادة خطر الإصابة بالخرف أو التدهور الإدراكي.
استخدم الباحثون بيانات من دراسة ASPREE (ASPirin in Reducing Events in the Elderly)، وهي تجربة عشوائية تستهدف كبار السن في المجتمع الأسترالي، قُسم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى هي مجموعة من تناولوا المضادات الحيوية مرة واحدة على الأقل خلال السنتين الأولى (63%)، والثانية هي مجموعة لم يتناولوا أي مضادات حيوية.
بعد تحليل النتائج لم تُظهر الدراسة أي زيادة في خطر الإصابة بالخرف أو التدهور الإدراكي بين الأشخاص الذين تناولوا المضادات الحيوية سواء كان بشكل متكرر أو طويل الأمد، حتى بعد تعديل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والعوامل التي تؤثر في الإدراك مثل التاريخ العائلي للخرف وأدوية أخرى لم يظهر ارتباط بين استخدام المضادات الحيوية والتدهور الإدراكي.
اتباع النظام الغذائي المتوسطي لدعم صحة الدماغ
رغم هذه النتائج المطمئنة ينصح الخبراء باتباع بعض النصائح لتعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر الخرف، وفقاً للدكتور ستيف ألدر، استشاري الأمراض العصبية، في تصريحات لمجلة Health يُعتبر الحفاظ على نظام غذائي صحي مثل اتباع النظام الغذائي المتوسطي الذي يركز على الفواكه والخضراوات والأسماك، إضافةً إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام من أهم العوامل التي تدعم صحة الدماغ، كما أوصى بأهمية إبقاء الدماغ نشطاً من خلال الأنشطة التعليمية والاختلاط الاجتماعي.