عندما تعمل لساعات طويلة دون توقف لدرجة أنك لا تعطي اهتماماً لحياتك الشخصية والاجتماعية ولا تقلق على صحتك فأنت مصاب بإدمان العمل الذي يعتبر من الحالات الصحية العقلية النابعة من الحاجة القهرية لتحقيق المكانة والنجاح أو للهروب من التوتر العاطفي.
إدمان العمل شائع لدى الأشخاص الذين يسعون إلى الكمال، ما يقودهم إلى الاستمرار في سلوكهم حتى الوصول إلى أعلى مكانه دون إدراك أن صحتهم الجسدية والعقلية مهددة
وفي السطور التالية تستعرض بوابة "صحة" تأثير إدمان العمل في الصحة.
موضوعات متعلقة: الجلوس لفترات طويلة يهدد صحة الرجال
يبرر مدمنو العمل سلوكهم بأنه يساعدهم على تحقيق النجاح، لكن الطموح والإدمان مختلفان، حيث ينخرط المصاب بإدمان العمل في السلوك القهري لتجنب المشكلات العاطفية أو الأزمات الشخصية غير مدرك للآثار السلبية للإدمان.
وتتضمن أعراض إدمان العمل البقاء لساعات طويلة في المكتب حتى وإن لم يكن هناك حاجة لذلك، وعدم النوم لإنهاء المهام، إضافةً إلى الخوف الشديد من الفشل في العمل، وتفكك العلاقات الشخصية، والهوس بالنجاح.
كما أن البعض يزيدون من ساعات عملهم للتغلب على مشاعر الذنب أو الاكتئاب، أو لتفادي المشاعر وقت حدوث حالة وفاة أو طلاق أو مشكلات مالية، حسب موقع "Healthline".
الأثار السلبية لإدمان العمل
بمرور الوقت يزداد إدمان العمل سوءاً حتى يشعر الشخص بالإرهاق الجسدي والعقلي، ما يؤدي إلى التوتر الشديد وعدم استقرار العلاقات في حياته، وربما يصل الأمر إلى تعاطي المخدرات.
ووفقاً لما ذكرته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، فالإجهاد المزمن الناتج عن العمل المستمر يؤثر سلباً في الصحة البدنية، حيث يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
كشفت شابة عن الآثار السلبية للعمل على صحتها، حيث استمرت في العمل لمدة 12 ساعة يومياً لفترة طويلة ولم تنم سوى 3 ساعات فقط، وبمرور الوقت كانت ترى نقاط ضبابية ولم تتمكن من النظر إلى شاشة الكمبيوتر بسهولة، كما أنها فقدت 20 كجم من وزنها لعدم قدرتها على تناول الطعام وكانت تشعر باضطرابات المعدة، وكل ذلك نتيجة إدمان العمل.
فتاة تعاني الإجهاد أثناء العمل
لا يحتاج إدمان العمل نفس مستوى العلاج لإدمان المخدرات، لكن المصاب قد يحتاج إلى إعادة التأهيل سواء بالجلوس لمدة داخل المستشفى أو إتمام العلاج خارجها من خلال حضور الجلسات لإدارة السلوك.
وعليك إدراك أن مشكلة إدمان العمل قد تكون ناتجة في الأساس من حالة عقلية كامنة مثل اضطراب الوسواس القهري، والاضطراب ثنائي القطب ويسببوا إلى جانب إدمان العمل الاكتئاب أيضاً؛ لذا من الضروري إجراء تقييم الصحة العقلية لكي يساعدك الطبيب على العلاج سواء بالأدوية.
وخلال فترة التعافي، فعلى المريض تطوير علاقة صحية مع العمل وإيجاد توازن لحياته من خلال الحصول على إجازة وإدراك أن الحياة يمكنها الاستمرار من دون عمل لفترة قصيرة.
كما أن تغيير الوظيفة يمكن أن يساهم في علاج الإدمان، إلى جانب إجراء تغييرات في نمط الحياة وتحقيق التوازن بين الأنشطة وتجنب الضغوط.