رتم الحياة العملية السريع ربما يلتهم الوقت المخصص لممارسة الأنشطة البدنية التي يحتاجها الجسم لتعويض الساعات الطويلة التي قد تجلسها دون حركة لإنجاز مهامك اليومية، ولكن هل تعلم أن الجلوس لفترات طويلة يملك التأثير ذاته للتدخين على الجسم؟
يُشكل العيش بأسلوب حياة غير مستقر خطراً على الصحة بشكل عام، خاصةً إذا كنت تعتمد وضع السكون في حياتك، أي لا تمارس أي نشاط بدني أو منزلي، تتعامل مع اليوم وكأنك "روبوتاً" ينفذ المهام المطلوبة منه فقط، دون أن يمنح وقتاً لصحته، التي تعد بمنزلة الوقود الذي يساعد على إتمام الأعمال اليومية، ولكن عليك أن تدفع ضريبة ذلك.
إذا كنت تقف أو تتحرك خلال النهار فأنت من الفئات الأقل عُرضة لخطر الوفاة المبكرة مما لو كنت تجلس على مكتب لفترة طويلة، حيث إن اتباع نظام حياة خامل -حسب "Better Health"- يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية التي تشبه مخاطر التدخين، تشمل:
يعد الأشخاص غير النشطين الذين يجلسون لفترات طويلة أكثر عرضة بنسبة 147% للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، حسبما نقلت "Sanfordhealth"، عن طبيب القلب "نافين راجبوروهيت"، من معهد سانفورد للقلب والأوعية الدموية في سيوكس فولز بولاية ساوث داكوتا.
الجلوس لفترات طويلة يؤثر في أسلوب الحياة تدريجياً، حيث يؤدي السلوك المستقر إلى زيادة خطر الوفاة، إما بسبب أمراض القلب أو مشاكل طبية أخرى، وحتى لو كنت تمارس نشاطاً بدنياً لمدة 30 دقيقة يومياً، فما تفعله خلال الـ23 ساعة الأخرى من اليوم يؤثر في صحتك بشكل مباشر.
أولئك الذين يجلسون بشكل مستمر لفترات طويلة خلال النهار، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالقلق والاكتئاب والخرف، لأن الصحة العقلية تعتمد على ممارسة الرياضة والنشاط، ويضرها نمط الحياة الخامل، حسب "د. راجبوروهيت".
يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى إضعاف عضلات الساق والمؤخرة التي تساعد على المشي وتحقيق التوازن، وبالتالي إذا كانت هذه العضلات ضعيفة، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالسقوط والإجهاد الشديد عند ممارسة التمارين الرياضية.
يساعد تحريك عضلات الجسم على هضم الدهون والسكريات التي نتناولها، ولكن عند قضاء الكثير من الوقت في وضع السكون، فلن تكون عملية الهضم فعالة، وسيحتفظ الجسم بالسكريات على شكل دهون، ما يسبب زيادة كبيرة في الوزن.
يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى تقصير عضلات الفخذ المثنية -العضلات المثنية لمفصل الورك التي تساعد على الجلوس- ما قد يؤدي إلى مشاكل في مفصل الفخذ، بجانب ذلك، الجلوس بوضعية خطأ يسبب ضعف صحة العمود الفقري، مثل الضغط على الأقراص الموجودة في العمود الفقري، ما يؤدي إلى ضمور مبكر، وقد يكون مؤلماً للغاية.
يمكن أن تؤدي فترات الجلوس الطويلة إلى تغيرات أيضية في الجسم، مثل مقاومة الأنسولين، ما قد يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لذا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتقليل الوقت الذي تقضيه في الجلوس يومياً.
وتشير التقديرات إلى أن قلة النشاط البدني يسبب حوالي 27% من حالات مرض السكري على مستوى العالم، و30% من أمراض القلب الإقفارية، و21% إلى 25% من سرطان الثدي والقولون، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى الإصابة بالدوالي أو الأوردة العنكبوتية (نسخة أصغر من الدوالي)، ويرجع ذلك إلى تجمع الدم في الساقين.
للوقاية من المخاطر الصحية التي قد تتعرض لها بسبب الجلوس لفترات طويلة، يُنصح بالمشي أو ركوب الدراجة للوصول إلى وجهاتك القريبة وترك السيارة في المنزل، واستخدام الدرج بدلاً من المصعد أو السلم الكهربائي، وممارسة الرياضة يومياً، والوقوف والحرص على التحرك كل فترة خلال أداء عملك أو مشاهدة التلفزيون.