يعشق العديد من الأطفال قضاء الوقت على الجهاز اللوحي لمشاهدة الفيديوهات أو لعب الألعاب، ويبدأون في استخدامه في سن مبكرة، في البداية، لا يرى الآباء مشكلة في ذلك، خاصةً في المواقف التي تسهل عليهم مثل الرحلات الطويلة، لكن مع مرور الوقت، يتسبب إيقاف الجهاز في إحباط الأطفال، ويتفاقم هذا السلوك.
استخدام الأجهزة اللوحية في سن مبكرة يصيب بالإحباط
تشير دراسة حديثة بقيادة الدكتورة كارولين فيتزباتريك من Université de Sherbrooke نُشرت في موقع "webmd" إلى أن استخدام الأجهزة اللوحية في سن مبكرة قد يؤثر سلباً على التنظيم العاطفي للأطفال، حيث وُجد أن الأطفال الذين استخدموا الأجهزة اللوحية في سن 3 سنوات ونصف العام يظهرون مزيداً من الغضب والإحباط في سن 4 سنوات ونصف العام، وتستمر هذه الحلقة المفرغة كلما زاد استخدام الأجهزة.
الأطفال في هذا العمر بحاجة إلى تطوير مهاراتهم العاطفية لمواجهة التحديات التي سيواجهونها لاحقاً في رياض الأطفال وفي حياتهم اليومية، وما يجب أن يحدث هو انخفاض مستمر في الغضب مع مرور الوقت، لكن الأبحاث تظهر العكس.
تؤكد الأبحاث الجديدة التي تدعمها الأدبيات الحالية حول التكنولوجيا أن الآباء يستخدمون الأجهزة اللوحية لتهدئة الأطفال لكن ذلك يعيق قدرتهم على التعامل مع مشاعرهم، حيث قد يؤثر استخدام التكنولوجيا لتهدئة الأطفال -حسب دراسة من جامعة ميتشيغان- على مهاراتهم في حل المشكلات وإتمام المهام.
الأطفال الذين يتعرضون للتكنولوجيا أكثر قد يصبحون أكثر اعتماداً عليها للسيطرة على عواطفهم، ما يزيد صعوبة تعلمهم مهارات تنظيم العواطف بشكل طبيعي.
تشدد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على ضرورة التحكم في جودة المحتوى الرقمي وليس فقط تقليل وقت الشاشة، حيث تساعد برامج مثل Daniel Tiger’s Neighborhood الأطفال على تنظيم مشاعرهم، بينما تساهم برامج مثل Sesame Street في تطوير اللغة.
لكن لسوء الحظ، تشير كريستين سنايدر من جامعة ميتشيغان الشرقية إلى أن معظم المحتوى الرقمي المتاح للأطفال لا يساعد على التنمية الحقيقية، إذ أن الأطفال بحاجة إلى تجارب تعلم تفاعلية لا مجرد استخدام التكنولوجيا لتسلية أنفسهم.
يجب أن يكون الآباء قدوة جيدة في استخدام التكنولوجيا
تشير "سنايدر" إلى أن التكنولوجيا إذا استخدمت بشكل خطأ لا تؤثر فقط على الأطفال بل على الوالدين أيضاً، فقد يؤدي الإفراط في استخدام الشاشات إلى تقليل التواصل بين الأهل والأطفال، لهذا تقترح تحديد فترات خالية من الشاشات والبحث عن طرق تفاعلية لاستخدام التكنولوجيا بشكل صحي داخل الأسرة.
كما توصي "سنايدر" بأن يكون الآباء قدوة جيدة في استخدام التكنولوجيا، وأن يشجعوا أطفالهم على أداء أنشطة تفاعلية خارج نطاق الشاشات، مثل اللعب بالألعاب اللوحية، والتفاعل مع العائلة في أوقات الفراغ.