بكاء الأطفال الرضع من دون دموع.. الأسباب وطرق العلاج

ربما لاحظت يوماً طفلاً رضيعاً يبكي دون نزول دموع من عينيه، وظننت أنه يتظاهر بالبكاء لمجرد لفت الانتباه، ولكن هذه الحالة لا يجب تجاهلها؛ فقد يكون يعاني من انسداد القناة الدمعية. ويعني ذلك أن السائل المسيل للدموع لا يمكنه التدفق من العين بشكل صحيح.

يتم إنتاج الدموع في الغدة الدمعية الموجودة تحت عظمة الحاجب، وتتدفق فوق العين من خلال قنوات صغيرة على طول الجفن، وبعد تصريف الدموع من خلال فتحتين صغيرتين في الزاوية الداخلية للجفون، يتم تصريف الدموع في ممر أكبر من العين إلى داخل الأنف، يسمى القناة الأنفية الدمعية، نقلاً عن "childrenshospital".

وعندما تتعرض هذه القناة للانسداد تسبب أعراضاً مزعجة مثل عيون دامعة أو صعوبة في الرؤية، ومن المرجح أن يصاب بها الأطفال، ولكن يمكن أن يتعرض لها البالغون أيضاً، كما أنها حالة مرَضية قابلة للعلاج.

فوائد القناة الدمعية

السائل المسيل للدموع يمنح العين العديد من الفوائد؛ حيث يعمل على تليين سطح العين، ويساعد القرنية على امتصاص الأكسجين، كما يحتوي على عوامل مناعية تحمي العين من العدوى البكتيرية أو الفطرية أو يساعد على التعافي منها.

ونظرًا إلى أن الرضع لا ينتجون الدموع حتى يبلغوا عدة أسابيع من العمر - عادةً تبدأ الدموع في الظهور بعد الولادة بأسبوعين - فقد لا يكون انسداد القناة الدمعية ملحوظاً عند الولادة، وقد يكون واضحاً عندما يبكي الطفل فقط، أو في الطقس البارد أو العاصف المحفز للدموع، ولكن الأمر لا يدعو إلى الخوف في الشهور الأولى؛ حيث تفتح جميع القنوات الدمعية المسدودة تقريباً من تلقاء نفسها عندما يبلغ الطفل عاماً واحداً.

أعراض انسداد القناة الدمعية لدى الأطفال

يعاني كل طفل من أعراض مختلفة، ولكن الأعراض الأكثر شيوعاً لانسداد القناة الدمعية تشمل تجمع الدموع في زاوية عين الطفل، ووجود إفرازات مخاطية أو صفراء في العين، واحمرار الجلد بسبب الفرك المستمر للعين، وتقشر حول جفون الطفل.

أسباب انسداد القناة الدمعية

لا تتشكل الفتحات في القناة الدمعية عند بعض الأطفال بشكل صحيح؛ أي لا يكتمل نموها، ومن ثم لا يوجد مكان لتصريف الدموع؛ ما يسبب انسداداً، كما يمكن أن يحدث انسداد القناة الدمعية في إحدى العينين أو كلتيهما. وبجانب ذلك تلعب الوراثة دوراً في التعرض لهذه المشكلة أيضاً.

علاج انسداد القناة الدمعية

عندما تلاحظ أن طفلك لا يذرف الدموع، عليك بزيارة الطبيب فوراً، ويمكن علاجها من خلال تدليك القناة الدمعية مرتين إلى 3 مرات يومياً. وإذا كانت هناك أعراض لعدوى بكتيرية، يمكن استخدام المضادات الحيوية الآمنة على الأطفال. وإذا كان الطفل يعاني من التهاب شديد، ينصح في هذه الحالة بتناول المضادات الحيوية عن طريق الفم.

وإذا لم يتم حل المشكلة، فستكون الجراحة هي الخطوة التالية، وهناك عدة أشكال لها، ومن بينها تسليك قناة مجرى الدموع، وفي بعض الحالات، يتم إجراء جراحة بناء مجرى دمعي جديد.