فقدان السمع عند الأطفال.. الأنواع والأسباب وطرق العلاج

يعاني 34 مليون طفل على مستوى العالم من الصمم بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية؛ حيث ينتشر فقدان السمع على نطاق واسع، ولأن هذه الحالة الصحية جادة وبحاجة إلى وعي زائد، تقدم بوابة "صحة" أنواع الصمم وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج عند الأطفال.

أنواع الصمم

الصمم هو فقدان جزئي أو كلي للسمع؛ فالتردد الطبيعي يكون بين 0-20 ديسيبل لإدراك الأصوات من حول الشخص، كما تبلغ مستويات الهمس 30 ديسيبل، ومتوسط ضوضاء المنزل يصل إلى 50 ديسيبل. أما بالنسبة إلى المحادثات فمستواها 60 ديسيبل، وتبلغ الأصوات المزعجة 140 ديسيبل، وفق ما ذكره موقع "Patient.info".

ولكنَّ هناك أنواعاً من فقدان السمع وفقاً لنوع الإصابة ومكانها، وهي:

1- فقدان السمع التوصيلي:

تتكون أذنك من أذن خارجية ووسطى وداخلية، ويحدث فقدان السمع التوصيلي عندما لا تتمكن الأصوات من المرور عبر الأذن الخارجية والوسطى؛ فمن الصعب سماع الأصوات الناعمة، كما تكون الأصوات الأعلى مكتومةً.

التهاب الأذن الوسطى أو نزلات البرد والحساسية وضعف قناة "إستاكيوس" التي تربط بين الأذن الوسطى والأنف، إضافة إلى شمع الأذن العالق وولادة الأطفال دون أذن خارجية أو معاناتهم من مشكلات في عظام الأذن؛ جميعها أسباب لفقدان السمع التوصيلي، بحسب ما ذكره موقع الجمعية الأمريكية لعلاج النطق والكلام والسمع.

2- فقدان السمع الحسي العصبي:

يصيب 0.3% من أطفال المدارس، ويحدث نتيجة تلف بالأذن الداخلية بسبب مشكلات في المسارات العصبية التي تصل بين الأذن الداخلية والدماغ؛ حيث تتضاءل الأصوات، والسبب في ذلك الضرب على الرأس أو الاستماع إلى أصوات انفجارات أو تعاطي أدوية سامة، أو نتيجة الشيخوخة.

3- فقدان السمع المختلط:

هو مزيج من فقدان السمع الحسي العصبي والتوصيلي الذي يحدث عندما تتعرض الأذن لنوع من الصدمة.

4- الصمم من جانب واحد:

يولد بعض الأشخاص ولديهم القدرة على السمع بأذن واحدة فقط، وبعض الحالات تفقد السمع في جانب واحد بمرحلة الطفولة أو البلوغ، وفق ما ذكره موقع "Healthy Hearing".

أسباب فقدان السمع

يحدث الصمم لأسباب وراثية عند الولادة، أو يتطور في وقت لاحق، كما ترتبط أسباب فقدان السمع الخلقي بمضاعفات الحمل والولادة التي تتمثل في تشوهات الأذن الوسطى والخارجية، ونقص الأكسجين، إضافة إلى الإصابة بالصفراء وانخفاض الوزن عند الولادة.

كما أن معاناة الحامل من مرض السكري أو بعض الالتهابات الناتجة عن الحصبة الألمانية وفيروس الهربس البسيط وتسمم الدم أثناء الحمل يؤدي إلى فقدان الجنين للسمع.

وتشمل أسباب فقدان السمع المكتسب عند الأطفال وجود شمع الأذن، والإصابة بالتهاب الأذن، سواء الخارجية أو الوسطى، والتهاب الدماغ، والتعرض المفرط للضوضاء وصدمات الرأس، إضافة إلى التهاب السحايا ووجود جسم غريب أو الإصابة بعدوى فيروسية مثل الحصبة والنكاف وجدري الماء.

أنواع اختبارات السمع عند الأطفال

إذا كان عمر طفلك أقل من 6 أشهر أو يعاني من تأخر في النمو ولا يستجيب للأصوات من حوله، فالاختبارات المتاحة هي:

1- اختبار استجابة جذع الدماغ السمعي:

يعتمد على تشغيل نغمات أو نقرات في أذني الطفل من خلال سماعات الأذن، كما يوصل الطبيب أقطاباً كهربية لاصقة للتسجيل على جبهة المريض وأذنيه لالتقاط وتحليل تسجيلات الجهد الكهربي المولَّد من المسارات العصبية السمعية، وهي شبكة الأعصاب التي تنتقل من الأذنين إلى الدماغ، ويتطلب الاختبار عدم الحركة؛ لذا يحصل الرضع في الغالب على التخدير المناسب.

2- الانبعاث الصوتي:

يضع الطبيب مسباراً صغيراً داخل القناة السمعية لأذن الطفل بهدف قياس صدى الصوت والاستجابة له عند تشغيل النغمات في الأذن، وفق ما ذكره موقع "HealthyChildren.org".

3- اختبار السمع السلوكي:

يعتمد على المحفزات البصرية والسمعية؛ حيث يتفاعل الطفل مع الطبيب عن طريق الإشارات والسلوك من أجل تحديد مستويات السمع ووظيفة طبلة الأذن من خلال استخدام سماعات أذن ناعمة ترسل الأصوات والكلمات إلى الأذن.

طرق العلاج للأطفال

يعتمد ضعف السمع على السبب؛ فإذا كان ناجماً عن وجود سائل في الأذن الوسطى، فربما يوصي الطبيب بإعادة الاختبار للطفل بعد فترة، وإذا لم يطرأ أي تحسن خلال 3 أشهر ففي الغالب سيُوصِي باستخدام أنابيب يتم إدخالها جراحياً من خلال طبلة الأذن لتصريف السوائل وتقليل خطر الإصابة بالعدوى المتكررة.

تعتبر أدوات السمع المساعِدة طريقةً فعالةً لإعادة السمع إلى مستوياته الطبيعية عند الأطفال عن طريق تشغيلها طوال الوقت، وكلما وُضعت في وقت مبكر أثناء الإصابة، تساعدهم في الوعي بالصوت واللغة وتطورها بشكل طبيعي.

وبالنسبة إلى الحالات الشديدة في الصمم، فمن الأفضل زراعة القوقعة إذا لم يكن لأدوات السمع المساعِدة فائدة. وكلما خضع الطفل للزراعة بعمر سنة، يؤدي ذلك إلى تطوير الكلام والسمع لديه وتعلُّم اللغة المنطوقة فيما بعد.

تحتاج الأسرة إلى مشاركة أطفالهم المعاناة؛ فإذا تعلم الأطفال لغة الإشارة يجب على العائلة تعلُّمها كذلك، لمشاركة الأطفال الدراسة وأوقات الراحة والتعامل معهم جيداً.