على الرغم من الشغف والحماس الذي يشعر به الرياضيون أثناء منافسات الألعاب الأولمبية، يقول الأطباء إنهم يصابون بحالة من الاكتئاب والانهيار العاطفي والتوتر الشديد، ولكن لماذا؟
د. كارين هاولز، عالمة النفس الأكاديمية والرياضية، أوضحت أن الرياضيين هم أول من صاغوا مصطلح "حزن ما بعد الأولمبياد"، وتقول إن معظم اللاعبين يشعرون بحالة من الاكتئاب بعد الانتهاء من الألعاب الأولمبية.
كما أشارت جيسيكا بارتلي، مديرة الخدمات النفسية في اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأمريكية (USOPC)، إلى أنهم يتعرضون لمجموعة من المشاعر الحزينة، وتستحوذ على عقولهم لفترة من الوقت، ويمكن أن يتطور الأمر في كثير من الأحيان إلى حالة شديدة من الاكتئاب الذي يصعب التعامل معه، وفقاً لـ"Nytimes".
الشعور بالحزن بعد الأولمبياد
وجدت دراسة أجريت عام 2023 على 49 لاعباً أولمبياً وبارالمبياً دنماركياً أن 27% منهم كانوا يعانون من اكتئاب متوسط إلى شديد، وبالنسبة للرياضيين الذين حققوا أهدافهم، كان العديد منهم يتمتعون برفاهية أعلى من المتوسط بنسبة 40%.
د. كودي كوماندر، مسؤول الصحة العقلية في فريق الولايات المتحدة الأمريكية لدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 المؤجلة، أشار إلى أن هناك بعض الأعراض التي تظهر عليهم، وتؤكد إصابتهم بالاكتئاب الشديد، وخاصة إذا كانوا يعانون من التوتر والقلق قبل البدء في المسابقات.
وأضاف كوماندر: "تعد الشهية والنوم هما أول الأشياء التي يمكن أن تتغير"، ونظراً لأنهم يشعرون بالفراغ الشديد، شرحت دانييل آدامز نورينبيرج، رئيسة قسم علم النفس في معهد الرياضة بالمملكة المتحدة وعالمة النفس في فريق بريطانيا العظمى، أنهم يعتمدون على الكحول، ويفرطون في التدريب من أجل ملء الفراغ الذي يشعرون به، وللتغلب أيضاً على مشاعر الاكتئاب والحزن الشديد.
مشاعر الاكتئاب وفقدان الشهية
تخيل أنهم يتدربون لسنوات مقابل موسم واحد فقط، ومن الناحية المالية، قد يكون هذا مصدرًا كبيرًا للدخل، كما أن هناك الكثير من التوقعات والضغوط، وبناءً على ذلك يشعرون بحالة من الضياع.
وشهدت الدورات الأولمبية الأخيرة تغيراً في أساليب إدارة الصحة النفسية للرياضيين، حيث يأخذون الصحة العقلية الآن في الاعتبار، وتتخذ البلدان التدابير اللازمة لإعداد الرياضيين لحياة ما بعد الألعاب.