بالرغم من اتباع الرياضيين ولاعبي كرة القدم أنظمة غذائية صارمة للحفاظ على لياقتهم البدنية، والحد من التعرض للإصابة بالأمراض، إلا أنهم قد يتعرضون للإصابة بالسكتات القلبية كغيرهم ممن لا يمارسون أي نوع من الرياضات.
يحدث أحياناً أن يسقط فجأة بعض الرياضيين خلال ممارسة التمارين في مراكز كمال الأجسام، أو خلال المشاركة في مباراة كرة القدم، مثلما حدث مع اللاعب المصري أحمد رفعت، مارس الماضي، حينما سقط فجأة خلال لعبه مع فريقه "فيوتشر" ضد الاتحاد السكندري، حيث أصيب بسكتة قلبية مفاجئة.
ولا يعد "رفعت" أول من سقط على أرض الملعب، إثر الإصابة بسكتة قلبية، فهناك عدد من اللاعبين تعرضوا للمشكلة الطبية سابقاً، منهم: اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن، الذي سقط فجأة بالرغم من تمتعه بحالة صحية جيدة، وهناك من رحلوا عن عالمنا ولم يستطع الأطباء إنقاذهم مثل المدافع الإيطالي دافيدي أستوري.
عندما يتعرض الشخص لسكتة قلبية يتوقف قلبه فجأة عن النبض، بسبب عدم انتظام ضربات القلب، وهي مشكلة كهربائية في القلب، ينتج عنها انقطاع التنفس، وفقدان الوعي على الفور، حسبما نقل "PIH Health" عن طبيب القلب د. ستيفن بورستين.
ولحماية شخص يمارس أنشطة بدنية قوية مثل الرياضيين الشباب، ينبغي التحدث مع الطبيب حول إجراء اختبارات شاملة للقلب، مثل مُخطط كهربية القلب (ECG)، حيث يُوصى بهذا الإجراء إذا كان هناك تاريخ عائلي لأمراض القلب، أو إذا كان الشخص يعاني خفقان في القلب أو ألم في الصدر، أو ينقطع تنفسه بسهولة في أثناء ممارسة الرياضة، حسب "بورستين".
معظم حالات السكتة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين الشباب ترجع إلى أمراض القلب الكامنة، التي تكون وراثية ولا يتم التعرف عليها، حسبما نقل موقع "University Hospitals" عن الدكتور إيفان كاكوليف، وهو عالم فيزيولوجيا الكهربية القلبية في معهد هارينغتون للقلب والأوعية الدموية.
هناك حالات الصحية تزيد خطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة، منها: الاضطراب الوراثي الذي يُسمى اعتلال عضلة القلب الضخامي، ويعد السبب الأكثر شيوعاً لإصابة الرياضيين بالسكتات القلبية.
بجانب المشاكل الوراثية أو الخلقية للقلب أو الأوعية الدموية التي تقلل من تدفق الدم، أو تؤثر في النبضات الكهربائية للقلب، قد يتسبب أيضاً تلقي ضربة على الصدر عند نقطة معينة في دورة ضربات القلب إلى توقف القلب.
في كثير من الأحيان لا توجد علامات تحذيرية تشير إلى إصابة مُحتملة بالسكتة القلبية، لكن في بعض الأحيان قد يشعر الرياضيون بالدوار، وضيق في التنفس، وألم صدر وفقدان الوزن غير المبرر خلال أدائهم مجهوداً بدنياً.
هل يمكن التعرف على الرياضيين المعرضين للسكتة القلبية؟
الفحص الطبي الشامل قبل المشاركة في الأنشطة البدنية من الأمور بالغة الأهمية، حيث يكشف عن التاريخ الشخصي والعائلي، وإذا كان اللاعب أو الرياضي يعاني ضيق التنفس، أو يشعر بالتعب أكثر من زملائه في التمرين ذاته، كما يوضح إن كان معدل نبضات القلب منخفضاً أو متسارعاً، حسب الطبيب روبرت فلانيري، الحاصل على دكتوراه في الطب من معهد الطب الرياضي بمستشفيات جامعة دروسينسكي.