تهتم النساء بمظهرهن دائماً، ويحاولن الحفاظ على إطلالة رائعة ترضيهن؛ لذا يلجأ بعضهن إلى إجراء عملية تجميل لتكبير الثدي، وخاصةً عندما يكونان غير متناسقين، وأحدهما أصغر من الآخر، ولكن هل هذه المشكلة في الأساس علامة على الإصابة بسرطان الثدي؟
وفقاً لـ"جمعية السرطان الأمريكية"، يشير مصطلح "عدم تماثل حجم الثديين" إلى عدم تناسقهما؛ أي أن يكون أحدهما أكبر أو أصغر من الآخر، وهو أمر ليس مدعاة للقلق عادةً، ولكن قد يكون حجم الثديين أو كثافتهما غير المتماثلتين علامة على زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
على الرغم من أن حالة عدم تناسق الثديين معتادة، فإنه يُنصح بإجراء الأشعة السينية للثدي بانتظام؛ للتأكد من عدم وجود تشوهات في الثدي. وللنظر في الأمر بشكل علمي، أُجري بحث في عام 2021 بأحد مستشفيات إيران، على 136 امرأة مصابة بسرطان الثدي و136 امرأة لم يصبن بسرطان الثدي من أعمار مختلفة، وتبين أن 34.6% من النساء اللاتي يعانين من عدم تناسق الثدي، مصابات بسرطان الثدي.
وتوصل الباحثون إلى أن عدم تناسق كثافة الثديين، هو أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي التي يمكن تسجيلها، كما أن خطر الإصابة بالمرض على مدى حياتهن أعلى بـ4 إلى 6 أضعاف مقارنةً بالنساء في العمر نفسه ذوات الكثافة الطبيعية، وبالإضافة إلى ذلك، عندما تخضع المرأة لفحص بالأشعة السينية للكشف عن أسباب عدم التماثل، فإن هناك خطراً بنسبة 12% للإصابة بسرطان الثدي.
ومن ثم عند حدوث أي تغييرات مقلقة في الثدي، لا بد من الذهاب إلى الطبيب على الفور. ومن بين هذه العلامات، وجود كتلة في الثدي أو حوله، وكتلة أسفل الذراع، بجانب الأنسجة التي تبدو سمكية بالقرب من الثدي أو الذراع، كما يحدث تغير في حجم الثدي والحلمة، ويصبح هناك إفرازات متغير اللون مثيرة للحكة.
بجانب الإصابة بسرطان الثدي، توجد العديد من الأسباب خلف عدم تماثل الثديين، ومنها الدهون والأنسجة الليفية في الثديين، والتليف أو وجود كمية كبيرة من الأنسجة، ولكن لا يؤثر التليف ولا الخراجات التي يمكن أن تظهر عند البعض على خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وخلال فترة البلوغ، غالباً ما يتطور الثديان الأيمن والأيسر بوتيرة مختلفة قليلاً. وقد يبدو الثديان غير متماثلين حتى تكتمل مراحل نموهما، أو قد يظلان بأشكال وأحجام مختلفة طوال الحياة، كما يمكن أن تتسبب التغيرات الهرمونية في تغير حجم أحد الثديين أو كليهما.
وبجانب ذلك، يحدث عدم تناسق في الثدي خلال فترة الدورة الشهرية، أو أثناء انقطاع الطمث، بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية والحمل، وعند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل. وغالباً ما يعود الثدي الذي يتغير حجمه أو شكله بسبب الهرمونات إلى حجمه الطبيعي، ولكن يجب استشارة الطبيب للتأكد من أنك على ما يرام، ولا توجد أي مشكلة صحية خلف ذلك.