سرطان عنق الرحم.. أنواعه وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية

سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية؛ حيث يؤثر على خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يتصل بالمهبل. وخلال المراحل المبكرة من المرض لا تظهر أي أعراض؛ ما يتطلب الحاجة إلى إجراء فحوصات منتظمة.

وترتبط 99% تقريباً من حالات سرطان عنق الرحم بالعدوى بفيروسات الورم الحليمي البشري العالية الخطورة (HPV)، وهو فيروس شائع للغاية ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي؟ ورغم شفاء معظم الحالات تلقائياً فإن العدوى المستمرة تسبب المرض الخبيث في النهاية.

أنواع سرطان عنق الرحم

نتيجة تطور سرطان عنق الرحم في أجزاء مختلفة من المنطقة، يوجد عدة مسميات وأنواع مثل:

1- سرطان الخلايا الحرشفية:

90% من سرطانات عنق الرحم تتطور في الخلايا الحرشفية الرقيقة بالجزء الخارجي من عنق الرحم.

2- سرطان غدي:

رغم أنها من الحالات النادرة، فإنها تتطور في خلايا الغدة التي تصنع الإفرازات في الجزء الداخلي من عنق الرحم.

3- السرطان المختلط:

عبارة عن مزيج من الخلايا الحرشفية والسرطان الغدي؛ وذلك وفق ما ذكره موقع "Health".

4- سرطان الغدد الصماء العصبية ذو الخلايا الصغيرة:

يمثل 2% فقط من الحالات، وهو من أشرس أنواع السرطان الذي يتم اكتشافه في مرحلة متأخرة نتيجةَ انتشاره إلى مناطق بعيدة في الجسم.

علامات تحذيرية لسرطان عنق الرحم

1- نزيف غير طبيعي:

في حالة حدوث نزيف غير عادي، خاصةً بعد العلاقة الزوجية أو بين الدورات الشهرية، أو نزول دم بعد انقطاع الطمث، فإنه قد يكون علامة على سرطان عنق الرحم.

2- إفرازات غير طبيعية:

رغم أن نزول الإفرازات أمر طبيعي، لكن يجب الانتباه إلى اللون والرائحة؛ فإذا ظهرت رائحة كريهة للإفرازات يصاحبها لون بني أو أحمر فاتح مشكوك فيه، فلا بد من الخضوع للفحص الطبي.

3- الألم أثناء العلاقة الزوجية:

نتيجة نمو ورم في عنق الرحم وأعضاء أخرى مجاورة، فإن العلاقة الزوجية قد تكون مؤلمة للمرأة، خاصةً المصابات في المراحل المتقدمة؛ وذلك بحسب ما ذكره موقع University of Maryland Medical System.

4- تغير في عادات التبول:

انتشار الورم في الكلى أو المثانة أو القولون، يؤدي إلى حدوث ألم أثناء التبول وحركة الأمعاء، كما عليكِ ملاحظة ظهور دم أيضاً.

5- آلام الحوض:

المعاناة من آلام الحوض والظهر قد تشير إلى حالة صحية في عنق الرحم والأعضاء التناسلية. وتتراوح الآلام بين خفيفة وحادة، وقد تصبح مستمرة.

هذه العلامات التحذيرية قد تشير إلى مشكلات صحية أخرى كامنة غير سرطان عنق الرحم؛ فليس عليكِ القلق، بل يمكنك إجراء الفحوصات على الفور.

أعراض سرطان عنق الرحم

تنقسم إلى مرحلتين: الأولى مبكرة وقد تظهر في شكل نزيف مهبلي بعد العلاقة الزوجية أو أثناء انقطاع الطمث أو بين الدورات الشهرية، إضافة إلى إفرازات مهبلية وألم في الحوض.

أما الأعراض اللاحقة فتظهر بمجرد انتشار السرطان خارج عنق الرحم، وتتمثل في التبول المؤلم، وآلام الظهر، وتورم الساق، إضافة إلى وجع البطن والتعب.

عوامل الخطر

رغم أن الاتصال الجنسي أساس حدوث الإصابة، فإنه يوجد عوامل تزيد من فرص الإصابة، مثل التدخين، وضعف الجهاز المناعي، واستخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم على المدى الطويل، إضافة إلى التاريخ العائلي لسرطان عنق الرحم، والأمراض المنقولة جنسياً.

التشخيص

بعد معرفة الطبيب تاريخك الطبي والمرضي، فإن الاختبارات التي يمكن إجراؤها للكشف عن الورم الخبيث؛ إما التنظير المهبلي للبحث عن بقع غير طبيعية على عنق الرحم، أو إزالة عينة من أنسجة عنق الرحم "الخزعة"؛ لمشاهدتها تحت المجهر والتحقق من وجود السرطان.

لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري

يعتبر اللقاح وسيلة آمنة لبناء وعي الجهاز المناعي ببعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري، والتخلص منها عند الإصابة بها في وقت لاحق، كما أنه يمنع ظهور ما يشبه النتوءات الناجمة عن الفيروس، سواء في عنق الرحم أو المهبل، وحتى سرطانات الفم والحنجرة والرأس والرقبة.

كما حصل لقاح "جارداسيل 9" على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويمكن للأطفال بدءاً من عمر 9 سنوات فيما فوق الحصول عليه؛ وذلك وفق ما ذكره موقع "Mayo Clinic".

وتقترح المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، التطعيم الروتيني ضد الفيروس؛ بدءاً من سن 11 أو 12 عاماً؛ وذلك لأن إصابة الشخص بالفيروس يعني أن اللقاح لا يكون فعالاً؛ فالهدف منه هو منع حدوث العدوى وليس العلاج؛ حيث يمكن تطعيم الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً بجرعتين، بفارق 6 إلى 12 شهراً، وإذا لم يحصل البعض على اللقاحات على الفترات الزمنية المناسبة أو بشكل كامل فيمكن الحصول عليها حتى سن 26 عاماً.

وبالنسبة إلى الآثار الجانبية التي قد تظهر بعد الحصول على اللقاح، فإنها تتضمن الألم والتورم والاحمرار مكان الحقن، وفي بعض الأحيان تحدث دوار أو إغماء، لكن يمكن علاجه بعد الحصول على المصل بـ15 دقيقة عن طريق البقاء جالسةً، وربما يحدث صداع وغثيان وقيء وتعب وضعف.

وما يجب التنويه به هو أن اللقاح لا يحل محل اختبارات عنق الرحم؛ فبعد تخطي الـ21 عاماً، تحتاج الفتيات إلى الفحوصات المنتظمة من أجل الوقاية.