تعد فترة الجامعة من أكثر المراحل المثيرة في حياة الشباب، لكنها تأتي أيضاً بتحديات كبيرة على الصحة النفسية، إذ يواجه الطلاب ضغوطاً متعددة تتعلق بالابتعاد عن المنزل والتكيف مع البيئة الجديدة، إلى جانب التحديات الأكاديمية والاجتماعية.
وأكدت دراسة نشرها معهد "new port institute" المختص بالدراسات الاجتماعية حول الشباب والمراهقين، أن الصحة النفسية لطلاب الجامعة تعد أمراً حيوياً يؤثر على جودة حياتهم وقدرتهم على النجاح، ويمكن ذلك من خلال تبني عادات صحية والبحث عن الدعم عند الحاجة، ويمكن للطلاب تحسين رفاهيتهم النفسية والتفوق في دراستهم وحياتهم بشكل عام.
زيادة الضغوط النفسية على الطلاب
وأظهرت الدراسة التي أجريت العام الجاري 2024، أن 41% من طلاب الجامعات يعانون من الاكتئاب، و36% يعانون من القلق، وتشير الأرقام إلى ارتفاع نسب إيذاء النفس والتفكير في الانتحار بين الطلاب، كما أن الطلاب من الأقليات العرقية يواجهون تحديات إضافية، وهو ما يعني تزايد مشاكل الصحة النفسية بينهم على مر السنوات.
تتسبب عدة عوامل في تدهور الصحة النفسية بين طلاب الجامعات، أبرزها الضغوط الأكاديمية، والتحديات المالية، ومحاولة التوازن بين الحياة الدراسية والشخصية، وهذه الضغوط تؤثر بشكل كبير على رفاهية الطلاب، وتزيد من خطر الانسحاب من الدراسة.
كيفية تغلب الطلاب على الضغوط النفسية
لتجنب هذه المشكلات من المهم أن يتبنى الطلاب عادات صحية تعزز من صحتهم النفسية، يمكن أن تشمل النوم الجيد، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، كما أن البحث عن طرق للتواصل الاجتماعي داخل الحرم الجامعي يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالوحدة.
يمثل الامتنان والتعاطف مع الذات أدوات قوية لتحسين الصحة النفسية، ويمكن للطلاب ممارسة الامتنان من خلال كتابة قائمة يومية بالأشياء التي يشعرون بالامتنان لها، مما يساعدهم على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتهم، أما التعاطف مع الذات فيمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز الحافز وتحسين الأداء الأكاديمي.
في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه التكنولوجيا مفيدة لتنظيم الوقت ومتابعة المهام، من المهم تقليل الوقت الذي يقضيه الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الإفراط في استخدامها قد يساهم في زيادة الشعور بالضغط والعزلة.
على الرغم من أهمية العادات الصحية قد يحتاج بعض الطلاب إلى دعم إضافي لعلاج اضطرابات الصحة النفسية، وفي هذه الحالات يفضل البحث عن برامج علاجية متخصصة توفر الرعاية اللازمة، حيث تساعد هذه البرامج الطلاب على بناء مهارات التأقلم مع الضغوط، وتعزز من قدرتهم على النجاح في حياتهم الأكاديمية والشخصية.