بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض النسائية الشائعة، ولا يزال الخبراء يعملون على فهم تعقيدات هذه المتلازمة المرضية وارتباطها بمخاطر الحالات الأخرى، بما في ذلك كيفية زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصةً المصابات ببطانة الرحم المهاجرة العميق المخترق، حيث كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض بما يقارب 10 مرات.
بطانة الرحم المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة هي حالة مزمنة يمكن أن تكون صعبة في التعامل معها، وقد تزيد من مخاطر المشاكل الصحية الأخرى، وتحدث عندما ينمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مثل المبايض أو قناتي فالوب، ويمكن أن يؤدي الانتباذ البطاني الرحمي إلى أعراض مثل ألم الحوض والألم أثناء الجماع ومشاكل في الخصوبة.
بطانة الرحم المهاجرة وسرطان المبيض
نُشرت دراسة مؤخراً في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "JAMA"، قارن خلالها الباحثون 78,476 امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة مع 372,430 امرأة غير مصابة، شملت مشاركات تتراوح أعمارهن بين 18 و55 عاماً، وجمع الباحثون بيانات من سجلات صحية متعددة عن عدة عوامل مشتركة، بما في ذلك المعلومات عن التاريخ الإنجابي والجراحي، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وتاريخ التدخين، والعرق.
وأظهرت النتائج أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض من النوع 1، مقارنةً بالنساء اللواتي لم يعانين من المرض، والذي يشمل أنواع السرطان مثل السرطان البطاني، والخلايا الصافية، والمخاطي، وكانت هؤلاء النساء أيضاً أكثر عرضة بـ2.7 مرة للإصابة بسرطان المبيض عالي الدرجة.
وكانت النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة العميق المخترق، مع تكيسات مبيضية هي الفئة الثانية الأعلى في الخطر، فهن أكثر عرضة بما يقارب 10 مرات للإصابة بسرطان المبيض.
تسلط الدراسة الضوء على بطانة الرحم المهاجرة كعامل خطر محتمل لسرطان المبيض، وتبرز أهمية البحث عن طرق لتقليل الخطر ومتابعة المتخصصين بشكل مناسب، ولسوء الحظ لا توجد اختبارات فحص سهلة لاكتشاف سرطان المبيض، ما يجعل المتابعة أكثر أهمية.
بعض الطرق الممكنة لتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض تشمل؛ استخدام حبوب منع الحمل لمدة 5 سنوات أو أكثر، والولادة، والرضاعة الطبيعية، وهناك أيضاً خيار الخضوع لإزالة جراحية للمبايض أو الأعضاء الأخرى في بعض الحالات، ويجب مناقشة جميع الخيارات لتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض بشكل دقيق مع المتخصصين المناسبين.
كما نصحت الدراسة بأن الإجراءات الوقائية الذاتية هي أمر بالغ الأهمية لتقليل أي نوع من مخاطر السرطان، وأوصت بتناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين واستخدام الكحول بشكل مفرط، وإجراء زيارات منتظمة مع الطبيب الرئيسي.