يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تصيب فئة كبيرة من الأشخاص، ويحاول الأطباء حول العالم التوصل إلى أفضل طريقة علاجية، يمكن من خلالها السيطرة على هذا المرض، ومؤخراً اكتشف باحثون في المملكة المتحدة أن التعرض للضوء الأحمر، يمكن أن يساهم في ضبط مستويات السكر بالدم.
أجرى باحثون في المملكة المتحدة دراسة -نُضرت نتائجها 2024 في مجلة "Biophotonics"-، عن تأثير الضوء الأحمر على مستويات السكر في الدم، وتعد هذه الدراسة بمنزلة الخطوة الأولى للكشف عن علاج جديد للنوع الثاني من السكري، حيث وجد العلماء أن تسليط طول موجي محدد من الضوء الأحمر لمدة 15 دقيقة فقط، على جلد الشخص المريض يساهم في ضبط نسبة السكر في الدم.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور مايكل باونر، محاضر أول في علم الأحياء العصبية بجامعة لندن، والمؤلف الأول للبحث، أن جرعة واحدة من الضوء الأحمر بطول 670 نانومتر على شخص سليم، يمكن أن تقلل نسبة الجلوكوز في الدم والطريقة التي يصل بها إلى أعلى معدلاته، بعد اختبار تحمل الجلوكوز في الدم، نقلاً عن "Healthline".
وطبق الباحثون هذا الإجراء على 30 مشاركاً يتمتعون بصحة جيدة بمتوسط عمر 40 عاماً، وخضعت نصف المجموعة للعلاج بالضوء الأحمر، والنصف الآخر تلقوا العلاج الوهمي، ولم يكن لدى المشاركين أي حالات مرضية، ولم يتناولون أي دواء، وعلى مدار فترة 7 أيام، خضعت كلا المجموعتين لاختبارين لتحمل الجلوكوز عن طريق الفم أثناء الصيام، وهو اختبار قياسي يستخدمه الأطباء لتحديد مدى جودة معالجة الجسم للسكر.
ومن أجل إجراء الاختبار، قام المشاركون بالصيام لمدة 10 ساعات على الأقل، وتناولوا بعد ذلك مشروباً يحتوي على كمية محددة من السكر، وتم قياس نسبة السكر في الدم لدى المشاركين كل 15 دقيقة لمدة ساعتين.
وطبق الباحثون الضوء الأحمر على المشاركين في الجزء العلوي من الظهر لمدة 15 دقيقة، وتم ذلك قبل 45 دقيقة من إجراء اختبار نسبة الجلوكوز في الدم، ثم قارنوا النتائج الكاملة لاختبارات تحمل الجلوكوز عن طريق الفم بين مجموعات الضوء الأحمر والعلاج الوهمي، بالإضافة إلى مقارنة الأفراد داخل كل مجموعة.
وخلصت النتائج إلى أنه لوحظ انخفاضاً في مستويات الجلوكوز في الدم على مدار ساعتين، بنسبة 30% تقريباً (27.7%) في المجموعة التي تلقت العلاج بالضوء، أما مجموعة العلاج الوهمي، شهدت انخفاضاً بنسبة 7.3% فقط في إجمالي مستويات الجلوكوز في الدم.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة جينيفر تشينج، رئيسة قسم الغدد الصماء في المركز الطبي بجامعة هاكنساك ميريديان جيرسي شور في نيوجيرسي، إلى ضرورة إجراء بحث إضافي لمعرفة ما إذا كان من الممكن تكرار النتائج على نطاق أوسع، حسب مجلة "Medical News Today".