ماذا يفعل التوتر المزمن في جسدك؟ أضرار صحية غير متوقعة ويؤثر على الخصوبة

عند تعرضك لحادث سيارة أو موقف سيء مثل دخول أحد أفراد عائلتك للمستشفى أو عندما يحين موعد تسليم عملك ولم تنتهِ منه، فكل ذلك يجلب لك نبضات قلب سريعة ومشاكل في التنفس، وربما عدم وضوح في الرؤية، وجميعها ناتجة عن إصابتك بالتوتر خلال هذه اللحظات.

رغم أن التوتر قد يكون عابراً نتيجة موقف أو حدث معين، لكن عندما تتراكم المواقف العصيبة عليك وتزداد نوبات القلق يتحول إلى حالة مزمنة تؤثر على كل جزء من جسدك، فالعلاقة بين الحالة العقلية والجسدية مُعقدة؛ لذا توضح "بوابة صحة" ماذا يحدث لجسدك عندما تعاني من التوتر المزمن؟

التوترالتوتر

الفرق بين التوتر الحاد والمزمن؟

رغم وجود أعراض مشتركة بين التوتر الحاد والمزمن إلا أن الأخير تمتد أعراضه لفترة أطول؛ فتشمل أعراض التوتر الحاد الأرق والقلق وتقلب المزاج، إضافة إلى صعوبة في التركيز والتهيج والمعاناة من الكوابيس، وذلك وفق ما ذكره موقع "Healthline".

أما عن أعراض التوتر المزمن فتتضمن اضطرابات القلق، والتهيج والغضب والاكتئاب والعزلة إضافة إلى الشعور بالألم والتعب وبمرور الوقت تظهر مضاعفات مثل زيادة أو خسارة الوزن، وارتفاع ضغط الدم والدهون، إلى جانب ظهور حب الشباب وفرط نشاط الغدة الدرقية وقرحة المعدة، ومشاكل في الجهاز الهضمي والإصابة بالسكري من النوع الثاني.


دراسة صادمة

وكشف بحث عام 2018 أن القلق والاكتئاب يزيدان من خطر الإصابة بضغط الدم والتهاب المفاصل واضطرابات المعدة، بطريقة مماثلة لما يسببه التدخين والسمنة.

ونظر القائمون على الدراسة بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، للبيانات الصحية لأكثر من 15 ألف من كبار السن لمدة 4 سنوات، ووجدوا أن 16% منهم يعانون من مستويات عالية من القلق والاكتئاب و31% يعانون من السمنة و14% من المدخنين.

كما لاحظوا أن الذين يعانون مستويات عالية من القلق لديهم احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة 65% وبالسكتة الدماغية بـ64% وخطر ارتفاع ضغط الدم وصلت نسبته إلى 50%، و87% هي نسبة المعاناة من التهاب المفاصل وذلك مقارنة بالأصحاء.

وسلط الباحثان أندريا نايلز، الحاصل على دكتوراه، وأويف أودونوفان، من قسم الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، الضوء على أن الاحتمالات السابقة المتعلقة بالصحة الجسدية، شبيهة بنفس تأثير السمنة المفرطة والتدخين على زيادة خطر الإصابة بالأمراض المذكورة.

الإجهادالإجهاد

أمراض يسببها التوتر

وأوضحت أورين ثاير، ممرضة، لموقع "ديلي ميل" البريطاني، أنه على الرغم من أن التوتر يساعد الجسم على الاستجابة للعوامل الخارجة عن المألوف لكن التعرض له بشكل مفرط يؤدي إلى تفاعل الجسم بطريقة سلبية والتسبب في مشاكل صحية مثل الصداع والمشاكل الهرمونية وضعف جهاز المناعة.

وأضافت: "عندما تشعر بالتوتر، فإن تلك التدفقات في الكورتيزول والأدرينالين تتسبب في ضخ القلب بشكل أسرع لاستيعاب تدفق الدم الزائد، ثم تبدأ الأوعية الدموية في الانقباض، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ويجعل من الصعب وصول الدم إلى عضلات القلب، وبالتالي يعمل القلب بجهد أكبر، وهذه الزيادة في المجهود إلى جانب إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم المزمن تزيد من خطر التعرض للنوبة القلبية أو السكتة الدماغية".

ولفتت إلى أن توتر العضلات لحمايتها من الإصابة يؤدي إلى آلام في الجسم والظهر والكتف والصداع، كما أن التنفس السريع أثناء التوتر يزيد من مشكلة الربو لدى المصابين به، ويؤدي ارتفاع الكورتيزول باستمرار إلى حدوث استجابة التهابية في الجسم، والتي يمكن أن تهاجم المفاصل.

الإجهادالتوتر وأضراره الصحية

التوتر وأضراره الصحية

وفي سياق موازِ، قال بيتر زافيرديز، طبيب نفسي، إن التفاعل بين التوتر والالتهاب يؤدي إلى تضخيم الألم والتصلب ما يظهر على شكل عدم راحة، كما أن الكبد ينتج مستويات متزايدة من سكر الجلوكوز لتعزيز الطاقة وهذا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، ما ينتج شعوراً بالجوع والعطش.

ومن بين الآثار السلبية للتوتر المزمن تحرك الطعام بشكل أبطأ أو أسرع بجميع أنحاء الجهاز الهضمي؛ ما يؤدي إلى الإمساك والإسهال والغثيان والقيء، كما أن التوتر يستنزف مادة شبيهة بالهرمونات يُطلق عليها "البروستاجلاندين" التي تساعد على شفاء الأنسجة التالفة وامتصاص حمض المعدة، ما يؤدي إلى ارتجاع الحمض.

ونوهت ثاير بأن التوتر المزمن يسهل دخول البكتيريا والعدوى للجسم بسبب ضعف الجهاز المناعي، وهذا يؤدي إلى زيادة وقت التعافي من نزلات البرد عند الإصابة بها، كما أن التعرق الزائد الناتج عن التوتر والقلق يؤدي إلى تفاقم حالات مثل الأكزيما وحب الشباب.


التوتر المزمن يؤثر على الخصوبة

ووفق راي آنو تشاولا، أخصائية الخصوبة في أكاديمية الخصوبة وأمراض النساء، فإن التوتر لفترات طويلة يؤثر على الخصوبة؛ وذلك لأن هرمون الكورتيزول المرتفع يسبب اضطرابات هرمونية ويؤثر على الإباضة.

بعض الحالات تحتاج إلى علاجات كالأدوية التي تقلل من التوتر أو العلاج السلوكي المعرفي للسيطرة على المشكلة والبعض الآخر يمكنه تخفيف حدة المشكلة من خلال ممارسة الرياضة واليوجا، لكن في كل الأحوال من الأفضل الذهاب إلى الطبيب لتحديد مستوى حالتك خاصة إذا ظهرت عليك مضاعفات جسدية.