كوب الشاي الذي يضبط مزاجك ليس مجرد مشروب مُفضَّل، بل يحمل العديد من الفوائد والعناصر التي تساعد جسمك على مكافحة حالات صحية وأمراض خطيرة. والحقيقة أن هناك فوائد مشتركة تجمع الشاي الأخضر والأسود، وأخرى ينفرد بها كل نوع. وقبل السؤال عن النوع المفضل لك، دعنا نكشف لك جميع المعلومات.
النوعان يحتويان على مادة البوليفينول، وهي مركب كيميائي نباتي ذو خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات. وقالت دانييل كرمبل سميث اختصاصية التغذية بمستشفى مونرو كاريل جونيور للأطفال، إن معالجة الشاي الأسود والأخضر تساهم في تكوين مركبات نشطة بيولوجياً.
وأوضحت "سميث" لموقع "فوربس" أن مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر، مثل الكاتيشين والثيافلافين، إضافة إلى الثيروبيجينات في الشاي الأسود، تُقلِّل الإجهاد التأكسدي الناتج عن زيادة مركبات الجذور الحرة التي لا يستطيع الجسم محاربتها بالكامل، فتهاجم الخلايا وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
وبالنسبة إلى الباحثين عن زيادة الطاقة والكافيين، فإنه متاح في الشاي الأسود والأخضر، لكن بكميات أقل من الموجودة في القهوة، ولديهما القدرة على زيادة اليقظة وتحسين التركيز دون التسبب في توتر وقلق، مثل ما يحدث أحياناً بسبب شرب القهوة.
ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "Cellular Physiology and Biochemistry" عام 2021، فإن تناول الشاي بانتظام يساعد في استرخاء الأوعية الدموية، وتنظيم ضغط الدم المرتفع عن طريق خفضه.
وأشارت أبحاث إلى أن شرب الشاي، سواء الأخضر أو الأسود، له تأثير وقائي ضد أمراض القلب التاجية، كما يخفض الكولسترول الضار الذي يُسبِّب رواسب دهنية في الشرايين وتضييقها، ويقلل من تدفق الدم؛ ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكن لا يجب تناول أكثر من 4 أكواب من الشاي يومياً، بحسب مجلة "Frontiers in Nutrition".
كشفت نتائج دراسة نُشرت في المجلة الدولية للسرطان عام 2020، وفق فحص بيانات لـ45 ألفاً و744 امرأة مشارِكة، أن شرب ما لا يقل عن 5 أكواب، سواء من الشاي الأخضر أو الأسود، أسبوعياً يُخفِّض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الشاي الأخضر يُعَد مصدراً لمضادات الأكسدة القوية التي تُسمَّى "إيبيجالوكاتشين -3- جاليت"، وعندما درس الباحثون تأثير هذا المكون على الأمراض التنكسية العصبية مثل ألزهايمر، كانت النتائج إيجابية. وأوضحت سارة أولزويسكي اختصاصية التغذية، أن المركب يحارب التصاق بروتينات "تاو" بشكل غير طبيعي في التشابكات الليفية وتسبُّبها في موت خلايا الدماغ، إضافةً إلى تحسين الإدراك وتقليل خطر الإصابة بألزهايمر.
ورغم محدودية الدراسات حول قدرة الشاي الأخضر على زيادة التركيز واليقظة، فإن إحدى الدراسات كشفت عن قدرة الكافيين في الشاي على تحسين الأداء أثناء المهام المعرفية الصعبة التي تحتاج إلى يقظة طويلة عند الحصول على 40 مليجرام. وساهم الحصول على 200 مليجرام من الحمض الأميني "ل- ثيانين" في زيادة الاسترخاء وتقليل التوتر.
وبالنسبة إلى سرطان الجلد المنتشر بشكل كبير، فإنه ناتج عن أن 15% من الرجال و30% من النساء لا يستخدمون واقي الشمس بانتظام. ومن ثم اكتسبت المواد الكيميائية النباتية شعبيةً بسبب سميتها المنخفضة؛ فهي غنية بالبوليفينول، ومنها الشاي الأخضر الذي يقلل استخدُامه موضعياً الالتهاب والإجهاد التأكسدي وفق مجلة "Photodermatology, Photoimmunology and Photomedicine".
وبحسب دراسة أجريت على 491 بالغاً للكشف عن تأثير تناول الشاي الأسود على الاكتئاب، كشفت النتائج التي ذكرتها الدورية الأكاديمية "African Health Sciences" أن استهلاك ما يصل إلى 4 أكواب، والحصول على نحو 450–600 مليجرام من الكافيين، يقي الاكتئاب.
ومن ناحية أخرى، أشار الطبيب تيم تيوتان، إلى أدلة توضح أن الشاي الأسود لديه القدرة على تحسين صحة العظام، وقد يساعد في زيادة ضغط الدم لدى مَن يعانون من انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام.
قد يُسبِّب الشاي الأخضر تهيُّج بطانة المعدة حال تناوله على معدة فارغة، كما يتداخل مع بعض الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم، وأدوية العلاج الكيميائي، وربما يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
وإذا استهلكت الشاي الأخضر بكمية أكثر من 4 أكواب في اليوم، فإنه يزيد القلق ومخاطر أمراض القلب واضطراب نسبة السكر في الدم وزيادة الضغط داخل العين.
ورغم الفوائد التي يحملها النوعان، وإشارة الأبحاث إلى تفوق الشاي الأخضر على الأسود من حيث التأثيرات، فإنه يمكنك شرب النوع المفضل لك، خاصةً أن بعض الأفراد الذين يعانون من حساسية الكافيين يُفضِّلون الأخضر على الأسود؛ لانخفاض نسبة الكافيين.