من اللحظة التي يبدأ فيها الجنين في النمو يمر جهازه الهضمي بتطورات مثيرة تسهم في تحضير الطفل لمراحل الحياة القادمة، بينما يُعتَقد أن الأطفال يبدأون في "الهضم" فقط بعد الولادة إلا أن جهازهم الهضمي يبدأ العمل في مراحل مبكرة من الحمل.بعد الإخصاب يبدأ الجنين في امتصاص العناصر الغذائية من الأم
في الأيام الأولى بعد الإخصاب يبدأ الجنين في امتصاص العناصر الغذائية من الأم، وبعد حوالي 3 إلى 5 أيام من الإخصاب يحصل الجنين على طاقته من العناصر الغذائية التي تفرزها بطانة الرحم، وفي الأسابيع الأولى من الحمل يتم تغذية الجنين عن طريق كيس الصفار الذي يواصل توفير التغذية وتبادل الغازات حتى تتولى المشيمة هذه المهمة في الأسبوع العاشر من الحمل وفقاً لمجلة The Journal of Clinical Investigation.
التغذية أثناء الحمل تعد أمراً بالغ الأهمية، حيث تؤثر العناصر الغذائية التي تحصل عليها الأم على تطور جهاز الهضم لدى الجنين، فالفولات وأوميجا 3 وفيتامين D والكالسيوم واليود والكولين هي مغذيات أساسية تساهم في نمو الدماغ والعينين والعظام، وبالتالي في تطوير الجهاز الهضمي لدى الطفل.
خلال فترة الحمل يبدأ الطفل في التبول ولكن لا يتبرز عادةً حتى بعد الولادة، وتتراكم مادة لزجة تعرف بالميكونيوم في أمعاء الطفل خلال الحمل وهي أول براز له ويتكون من خلايا معوية قديمة وخلايا الجلد، وفي بعض الحالات قد يخرج الميكونيوم أثناء الحمل مما قد يؤدي إلى متلازمة استنشاق الميكونيوم (MAS) وهو ما يتطلب تدخلاً سريعاً من الأطباء لتفادي أي مضاعفات.
في الثلث الأول من الحمل يتطور جهاز الهضم للجنين من طبقة من الخلايا تُسمى الإندوديرم، وبحلول الأسبوع الثامن يبدأ الأنبوب الهضمي في التكوين بما في ذلك المعدة والأمعاء وهي تتوسع إلى الحبل السري مؤقتاً نظراً لصغر حجم بطن الجنين، وفي الأسبوع العاشر يبدأ الجنين في إنتاج العصارات الهضمية والإنزيمات في معدته.
بحلول بداية الثلث الثاني تكون الهياكل الأساسية لجهاز الهضم قد تكونت بالكامل، ويبدأ الطفل في مص وبلع السائل الأمينوسي، ويُعد هذا النشاط تدريباً على عملية الهضم التي سيحتاجها الطفل بعد الولادة، وخلال هذه الفترة يكتسب الطفل براعم الطعم على لسانه مما يسمح له بتذوق نكهات الأطعمة التي تتناولها الأم.الثلث الثالث من الحمل
في الثلث الثالث يركز الطفل على النمو وزيادة الوزن بينما يستمر جهازه الهضمي في الاستعداد لاستخدام الفم بعد الولادة، وقبل الولادة يعتمد الجنين تماماً على الأم في تغذيته وتبادل النفايات عبر الحبل السري.