الحفاظ على اللياقة البدنية يقلل مخاطر الإصابة بالخرف عند المهيئين وراثيا

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في British Journal of Sports Medicine علاقة بين اللياقة القلبية التنفسية والخرف، ورصدت كيف يمكن للتمارين أن تؤثر إيجاباً على صحة الدماغ، حيث توصلت النتائج إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تكون إحدى الوسائل الفعالة لتقليل مخاطر الإصابة بالخرف حتى للأشخاص المعرضين وراثياً لهذه الحالة.عدم ممارسة النشاط البدني  تزيد من خطر الإصابة بالخرفعدم ممارسة النشاط البدني تزيد من خطر الإصابة بالخرف

اللياقة البدنية وأثرها على الخرف

الخرف الذي يؤثر في أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، يتضمن مجموعة من الحالات التي تؤثر سلباً على الذاكرة والوظائف العقلية الأخرى، حيث تشير الأبحاث إلى أن العوامل الحياتية مثل التدخين، والسمنة، وعدم ممارسة النشاط البدني يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف.

في المقابل أظهرت دراسات سابقة أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الخرف بنسبة تصل إلى 20%، الدراسة الجديدة تؤكد أن اللياقة القلبية التنفسية العالية قد تقلل من هذا الخطر خاصةً للأشخاص المعرضين وراثياً.

الدراسة والمشاركون

شملت الدراسة أكثر من 61,000 شخص من قاعدة بيانات UK Biobank تتراوح أعمارهم بين 39 و70 عاماً جميعهم كانوا خاليين من الخرف في بداية الدراسة، قيّمت الدراسة لياقتهم القلبية التنفسية عبر اختبار تمرين على دراجة ثابتة، وقدرة الجسم على نقل الأوكسجين إلى العضلات أثناء التمرين، وأظهرت النتائج أن لياقة الشخص القلبية التنفسية تتناقص مع تقدم العمر حيث تكون التراجعات أكبر في السبعينات وما فوق.

نتائج الدراسة: علاقة قوية بين اللياقة والخرف

خلال متابعة استمرت 12 عاماً أصيب حوالي 10% من المشاركين بالخرف، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة قلبية تنفسية عالية كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 40% مقارنة بأقرانهم ذوي اللياقة المنخفضة، كما تأخرت بداية ظهور الخرف بمقدار 1.48 سنة، علاوةً على ذلك فإن الأشخاص الذين يمتلكون استعداداً وراثياً للخرف كان لديهم انخفاض بنسبة 35% في خطر الإصابة بالخرف عندما كانت لياقتهم القلبية التنفسية عالية.

الفائدة لمختلف الفئات

تعتبر هذه النتائج واعدة لأنها تؤكد أن اللياقة البدنية ليست فقط مفيدة للوقاية من الخرف بل يمكن أن تكون استراتيجية وقائية فعالة حتى بالنسبة لأولئك الذين يحملون الجينات المرتبطة بالخرف، هذه الدراسة تعزز أهمية اللياقة البدنية كوسيلة غير دوائية للوقاية من الخرف وهي تقدم بيانات قوية تحفز الأشخاص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.التمرين تساعد على الحفاظ على صحة الدماغالتمرين تساعد على الحفاظ على صحة الدماغ

أهمية التمرين في الحفاظ على صحة الدماغ

اللياقة القلبية التنفسية يمكن أن تقلل من خطر الخرف حتى للأشخاص المعرضين وراثياً يفتح آفاقاً جديدة للعلاج الوقائي.

الخطوات المستقبلية في البحث

يأمل العلماء في أن تركز الدراسات المستقبلية على العلاقة السببية بين اللياقة البدنية وزيادة خطر الخرف، مع التركيز على الآليات التي تؤثر بها اللياقة على تدفق الدم إلى الدماغ، والالتهابات العصبية، وتراكم البروتينات الضارة مثل بيتا-أميلويد، من المهم أيضًا دراسة تأثيرات التمرين على مجموعات سكانية متنوعة لضمان تطبيق هذه النتائج بشكل شامل.