التوحد الذي يصيب الأطفال هو اضطراب في النمو يؤثر على مهارات الطفل الاجتماعية وسلوكياته وطريقة تواصله مع الآخرين، ولأن الطفل خلال السنة الأولى من عمره يجلس ويزحف ويمشي بشكل طبيعي وفي الوقت المعتاد فلا يلاحظ الوالدان تأخراً في مهاراته الاجتماعية.
تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 1 من كل 100 طفل يصابون بالتوحد حول العالم، وأكدت دراسات خاضعة للرقابة أن الأرقام أعلى بكثير، لأن نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل غير معروفة.
تظهر علامات الاضطراب في مرحلة الطفولة المبكرة، ومن بينها انخفاض التواصل البصري، وعدم الاستجابة للأسماء، ورغم تطورها بشكل طبيعي خلال الأشهر الأولى، تتطور العلامات لانخفاض في الاستجابات العاطفية وفقدان مهارات مكتسبة والتي عادة ما يلاحظها الآباء في السنة الثانية من عمر أطفالهم.
ما عليك معرفته أن كل طفل مصاب بالتوحد يتمتع بنمط فريد من السلوك ومستوى مختلف من شدة الاضطراب، وربما يعاني من تأخر لغوي أو إعاقة ذهنية، وبينما يعاني بعضهم من صعوبات في التعلم واللغة وانخفاض الذكاء الطبيعي، هناك فئة أخرى مستويات ذكائهم أعلى من الطبيعي لكن لديهم صعوبة في التواصل والتعامل مع الناس في الحياة اليومية، بحسب موقع "Mayo Clinic Health System".
يعاني الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد من مشكلة في التفاعل الاجتماعي، ويظهر ذلك من خلال عدم قدرتهم على فهم التوجهات البسيطة وفي بعض الأحيان لا يظهرون رد فعل، فإذا ناديت أحدهم باسمه قد لا يجيبك، كما يواجهون صعوبة في تفسير تعابير الوجه ونبرة الصوت للآخرين.
طفلك المصاب ليس لديه القدرة على بدء محادثة والاستمرار فيها، ولا يمكنه التعبير عن العواطف أو المشاعر الكامنة داخله وفي نفس الوقت لا يدرك المشاعر الشخصية للآخرين أو التي يظهرونها تجاهه، وربما يكرر العبارات ويقوم بمحادثات في غير سياقها ولا معنى لها.
من السمات التي تظهر على مصابي التوحد الانبهار بتفاصيل الأشياء من حولهم مثل العجلات الدوارة في سيارة لعبة دون فهم الغرض منها، كما أنهم ليس لديهم القدرة على الانخراط مع أطفال آخرين في اللعب.
ويعاني الأطفال من الحساسية للضوضاء والصوت واللمس فلا يمكنهم عناق الآخرين، ويؤدون حركات متكررة مثل الرفرفة باليدين والتأرجح والدوران إضافة إلى القيام بأنشطة تسبب الأذى النفسي كالعض وضرب الرأس.
ورغم اختلاف الأعراض لمصابي التوحد، لكن التشخيص السريري يساهم في الكشف عن شدة المرض وتحديد أعراضه بدقة.
بخلاف الرعاية الطبية والعلاجات التي تساهم في تحسين حالة طفلك المصاب بالتوحد، ذكر موقع "WebMD" عادات يومية تساهم في إحداث فارق، وهي:
يستجيب الأطفال المصابون بطيف التوحد للمدح وتعزيز المشاعر الإيجابية وزيادة الشعور بالرضا، وعليك البحث عن طرق للمكافأة عند إظهار سلوك يستحق الإشادة.
لأن الروتين جزءاً لا يتجزأ من طفلك المصاب بالتوحد، فعليك التفاعل معه في الأوقات التي اعتاد فيها على ذلك، لمساعدته في تعلم مهارات جديدة وزيادة تفاعله داخل المجتمع.
رغم السلوكيات المفاجئة لمصابي التوحد، لكن من المهم اصطحاب طفلك معك للتسوق أو الذهاب لقضاء مهام شخصية؛ لأن ذلك يساعده في التعود على العالم من حوله.
وعليك أن تضع في اعتبارك أن التقنيات والأساليب المختلفة التي تستخدمها ما هي إلا تجارب حتى تكتشف الأفضل لطفلك في النهاية، والأهم من ذلك ألا تفكر في الاستسلام بل الأمر يحتاج إلى وقت وصبر.