مع تزايد معدلات التلوث الضوئي في أنحاء العالم يربط العلماء بين التعرض للضوء في الليل وزيادة مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض، الأبحاث الحديثة تكشف عن صلة بين التلوث الضوئي وأمراض مثل السرطان، وألزهايمر، والسكري، وأمراض القلب.
التلوث الضوئي يزيد خطر الوفاة بأمراض القلب
في دراسة نُشرت في Newport institute عام 2024 استخدمت بيانات الأقمار الصناعية وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق شديدة الإضاءة ليلاً لديهم خطر أعلى بنسبة 31% للإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما أشارت دراسة أخرى في هونغ كونغ إلى أن التلوث الضوئي يزيد من خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 29%، وأظهرت دراسة إضافية صلة بين الضوء الليلي وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض الدماغية الوعائية بنسبة 17%.
توصلت دراسة شملت أكثر من 100,000 معلمة في كاليفورنيا، نُشرت في American Journal of Epidemiology، إلى أن النساء اللواتي يعشن في مناطق ذات تلوث ضوئي مرتفع كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 12%، ويشبه هذا التأثير تأثير زيادة تناول الأطعمة المعالجة بنسبة 10%.
التعرض للضوء ليلاً يزيد خطر الإصابة بالسكري وألزهايمر
في دراسة حديثة نشرت في Environmental Health Perspectives، تبين أن التعرض للضوء ليلاً له تأثير كبير على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، حيث كان له تأثير أقوى من عوامل الخطر مثل السمنة أو الكحول، وفي الصين أظهرت دراسة أن 9 ملايين حالة من السكري يمكن أن تُعزى إلى التلوث الضوئي حيث أن الأفراد الذين يعيشون في مناطق أكثر إضاءة معرضون لخطر الإصابة بالسكري بنسبة 28% أكثر من الذين يعيشون في مناطق أكثر ظلاماً.
يؤثر الضوء الليلي على الساعة البيولوجية للجسم ويؤدي إلى إرباك العمليات الفسيولوجية، حيث تُشير الأبحاث إلى أن الضوء ليلاً يعطل إنتاج هرمون الميلاتونين المعروف بـ"هرمون الظلام"، والذي يلعب دورًا في تنظيم النوم، حماية الخلايا العصبية، وتعزيز جهاز المناعة، كما أن كل خلية في الجسم تحتوي على ساعة بيولوجية تتزامن مع إيقاع النهار والليل.
يُنصح بإطفاء الأضواء ليلاً وإبعاد الأجهزة الإلكترونية
التأثيرات السلبية للضوء الليلي ليست متماثلة لدى الجميع فبعض الأشخاص قد يحتاجون إلى 350 لوكس من الضوء لتثبيط إفراز الميلاتونين، في حين أن آخرين يمكن أن يتأثروا بأقل من 6 لوكس، يُنصح بإطفاء الأضواء في غرفة النوم وإبعاد الأجهزة الإلكترونية.