يعد مرض ألزهايمر من أخطر الأمراض العصبية التي تؤثر على حوالي 32 مليون شخص حول العالم ولا يوجد له علاج حتى الآن، واحدة من النظريات الرئيسية وراء هذا المرض هي تراكم البروتينات السامة، مثل beta-amyloid وtau في الدماغ، ولكن كيف يتمكن الدماغ من التخلص من هذه البروتينات السامة؟
دراسة جديدة من جامعة Oregon Health and Science تلقي الضوء على الآليات التي يعتمد عليها الدماغ في "التخلص من النفايات" للحفاظ على صحته، والتي تستعرضها بوابة صحة في السطور التالية.
تراكم البروتينات السامة فى الدماغ يسب ألزهايمر
يعد تراكم البروتينات السامة في الدماغ مشكلة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى أمراض مثل ألزهايمر وباركنسون، وإزالة هذه البروتينات السامة ضرورية لصحة الدماغ، ومع ذلك فإن عملية التخلص من هذه البروتينات لم تكن مفهومة بشكل جيد حتى وقت قريب.
تشير الدراسة التي نشرت في مجلة Medical News Today إلى أن النظام الغلمفاتي، وهو شبكة من القنوات المحيطة بـالأوعية الدموية في الدماغ ويلعب دوراً رئيسياً في إزالة هذه "النفايات"، وتأتي أهمية هذا الاكتشاف في كونه الأول الذي يوضح كيف يتم تنظيف الدماغ من النفايات على مستوى البشر وليس فقط على الحيوانات كما كان يعتقد سابقاً.
في الدراسة تم الاستعانة بـ5 مشاركين خضعوا لجراحة دماغية، تم حقنهم بمادة تباين غير نشطة تعتمد على الجادولينيوم والتي تنتقل عبر السائل النخاعي إلى الدماغ باستخدام تقنية FLAIR للـتصوير بالرنين المغناطيسي، تمكن الباحثون من رؤية كيفية انتشار هذه المادة عبر الدماغ، ما أتاح لهم رؤية نظام التخلص من النفايات للمرة الأولى.
هذا النظام يعتمد على تدفق السائل عبر قنوات محيطة بالأوعية الدموية، ما يساعد على "غسل" الدماغ من البروتينات السامة، يشبه الأمر غسل الصحون في حوض المطبخ الدماغ يحتاج إلى تنظيف دوري للتخلص من النفايات الضارة.
تقنية تصوير تكشف نظام تخلص الدماغ من النفايات
تشير الدراسة إلى أن النظام الغلمفاتي يعمل بشكل أفضل أثناء النوم، وهو الوقت الذي يجري خلاله الدماغ بعملية التخلص من النفايات بشكل أكثر فعالية، وأوضحت الدراسات السابقة أن النوم الجيد يمكن أن يساعد على تعزيز كفاءة هذا النظام، ما يقلل من تراكم البروتينات السامة.
رغم أن الاكتشاف يعد خطوة كبيرة نحو فهم كيفية التخلص من البروتينات السامة في الدماغ، إلا أنه ليس كل الخبراء مقتنعين بتأثير هذا النظام على الأمراض العصبية مثل ألزهايمر، ويرون أن هذه الدراسة تقدم رؤية مهمة لكنها قد تكون أكثر ارتباطاً بأورام الدماغ والالتهابات العصبية بدلاً من أمراض الخرف.