تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على قوة الساقين يلعب دوراً مهماً في تعزيز صحة الدماغ خاصةً مع التقدم في العمر، إذ أن ضعف العضلات وخاصةً في الساقين يرتبط بتدهور الوظائف الإدراكية وزيادة خطر السقوط بين كبار السن مما يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.
ضعف الساقين يزيد خطر السقوط لدى كبار السن
تبدأ كتلة العضلات في التناقص بعد سن الثلاثين وتعتبر الساقين من المناطق الأكثر أهمية للحفاظ على النشاط البدني، فيما يساهم ضعف الساقين في زيادة خطر السقوط بين كبار السن، حيث يعتبر السقوط أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالإصابات لدى المسنين، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى كسور وإصابات في الرأس، إذ يعد المرضى الذين يحافظون على نشاطهم البدني هم الأكثر استقلالية ونشاطاً، حسب أماندا مكينا من University of Pittsburgh Medical Center.
القوة العضلية لا تؤثر فقط في القدرة الحركية بل تلعب دورًا في الحفاظ على صحة الدماغ، حيث يتقلص حجم الدماغ وخاصة الحُصين (hippocampus) المسؤول عن الذاكرة مع التقدم في العمر، وكانت قد أظهرت دراسة نشرت في عام 2011 أن التمارين الهوائية مثل المشي تحسن الذاكرة وحجم الحُصين لدى كبار السن، كما أن قوة الساقين تساعد في تقليل خطر الأمراض الإدراكية مثل الزهايمر، حيث أن الساقين الأقوى ترتبط بحجم أكبر للحُصين.
دراسة أجريت في عام 2015 على توائم متطابقين نشرت في King’s College London أظهرت أن الأشخاص الذين يتمتعون بقوة ساقين أكبر يتمتعون بتحسن في وظائف الدماغ بشكل عام، وأكدت أن التمارين تؤثر على الدماغ بأكمله، وليس فقط على المناطق المرتبطة بمرض الزهايمر.
سرعة المشي تعد أيضاً مؤشراً على الصحة الإدراكية، حيث إن الأشخاص الذين يمشون ببطء يعانون من زيادة في العزلة الاجتماعية مما يساهم في زيادة مخاطر التدهور العقلي وأمراض القلب وضعف العضلات، مشاكل التوازن، والأمراض العصبية قد تكون أسباباً لبطء الحركة، ما يؤثر في القدرة على المشاركة الاجتماعية.
للحفاظ على قوة الساقين يوصي الخبراء ببدء التمارين ببطء
للحفاظ على قوة الساقين مع التقدم في العمر يوصي الخبراء ببدء التمارين ببطء وباستشارة مقدم الرعاية الصحية، يمكن البدء بتمارين بسيطة مثل رفع الكعب والجلوس والوقوف من الكرسي، مع الوقت يمكن زيادة شدة التمارين باستخدام أوزان خفيفة أو زجاجات ماء.