عندما تتأقلمين مع فكرة نمو طفلك داخل الرحم قد تبدأين في التحدث إليه والغناء وتشجيع شريكك على التحدث إلى بطنك، لكن هل تساءلتِ متى يبدأ طفلك في سماع الأصوات؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأصوات في تطوره؟
يبدأ تطور سمع الجنين في الرحم ببداية الأسبوع الـ18
وفقاً لموقع "what to expect" فإنه بحلول الأسبوع الـ18 من الحمل تكون هياكل أذن طفلك قد تطورت بما يكفي لبدء سماع بعض الأصوات المحدودة، تشمل هذه الأصوات أصواتاً قد لا تلاحظينها بنفسك، مثل جَرَجَرة معدتك وتدفق الهواء داخل وخارج رئتيك، وبحلول الأسابيع 27 إلى 30 يبدأ طفلك في الاستجابة للأصوات التي تتسلل إلى الرحم.
أثناء الحمل الصوت الأكثر وضوحاً لطفلك هو صوتك ينتقل الصوت عبر الهواء ثم عبر الرحم لكن عندما تتحدثين يرتد صوتك عبر عظامك وبقية جسمك ما يعزز وضوحه، وأظهرت الدراسات أن معدل ضربات قلب الجنين يزداد عند سماع صوت والدته، ما يشير إلى أن طفلك يصبح أكثر يقظة عند التحدث، قراءة الكتب بصوت عالٍ، وإجراء المحادثات، وغناء الأغاني التي ستكررينها لطفلك، سيساعده على التعرف على صوتك.
حوالي الأسبوع السادس من الحمل تبدأ خلايا الرأس النامي للجنين في تنظيم نفسها لتكوين الأنسجة التي ستصبح دماغه وأذنه بحلول الأسبوع التاسع ستظهر تجاويف صغيرة على جانبي رقبة طفلك والتي ستتحرك تدريجياً لتصبح أذنين صغيرتين خلال الثلث الأول والثاني من الحمل تستمر أذنا طفلك في التطور وتتصل الأذن الداخلية بالعصبونات المسؤولة عن معالجة الأصوات وتتشكل العظام الصغيرة في الأذن الوسطى.
تصل الأصوات للجنين مكتومة بسبب السائل الأمنيوسي
الأصوات تنتقل بشكل أفضل عبر الفضاء المفتوح لذا فإن الأصوات التي يسمعها الجنين تكون مكتومة بسبب السائل الأمنيوسي وجسمك، جربي وضع يدك على فمك وتحدثي ثم قومي بنفس الشيء مع شريكك هذا هو تقريبا ما يبدو عليه الصوت لطفلك، رغم قدرتك على تمييز نغمات الجملة قد يكون من الصعب فهم بعض الكلمات، بالمثل غناء أغنية وفمك مغطى يوضح أن اللحن واضح ولكن الكلمات قد تكون غير مفهومة.
لا يوجد عادةً سبب لتجنب المواقف الصاخبة مثل الحفلات الموسيقية لأن السائل الأمنيوسي يخفف الأصوات، ولكن التعرض للأصوات العالية بشكل مطول قد يسبب أضراراً تنموية أو فقدان السمع، وُفضل تجنب التعرض المستمر لأصوات أعلى من 85 إلى 90 ديسيبل لأكثر من ثماني ساعات، أو لأصوات أعلى من 100 ديسيبل لأكثر من ساعتين في اليوم.
لا يوجد دليل يثبت أن تشغيل الموسيقى الكلاسيكية للجنين يعزز ذكاءه أو يضع أساساً لتعليم أفضل، ومع ذلك، لا ضرر من تشغيل أغانيك المفضلة سواء كانت موسيقى كلاسيكية أو غيرها، قد يتعلم طفلك أن يحب الموسيقى المألوفة وربما يجد الراحة في تلك الأصوات بعد ولادته.
إذا شعرتِ بأن الحديث من جانب واحد مع طفلك يبدو محرجاً تذكري أن طفلك في الثلث الثاني من الحمل يستمع بالفعل إلى الكلمات التي تقولينها، لذا لا تترددي في التحدث أو الغناء لطفلك، فهو يستمع إلى كل صوت.