محاولات الانتحار التي نفذها الناجون بعد أن خيم عليهم اليأس وفقدوا طاقتهم وقدرتهم على تحمل الحياة لكنها باءت بالفشل، يضعهم أمام عدة تحديات نفسية واجتماعية وعاطفية متنوعة.
وفي السطور التالية ترصد بوابة صحة ما يشعر به الناجون من الانتحار، وما يدور في أذهان الذين منحتهم الحياة فرصة أخرى بالنجاة من الانتحار.
الناج من الانتحار يعيش مشاعر غضب واحساس بالفراغ
يعيش الناجون من الانتحار أياماً طويلة مرهقة في البداية، ومشاعر مختلطة تتغير بمرور الوقت فقد يشعر أحدهم بالارتياح بعد النجاة، وأن الآخرين من حوله أصبحوا على دراية بمشاعره.
وبعض الأشخاص الآخرين قد لا يشعرون بأي شيء بعد النجاة من محاولة الانتحار، ويُطلق على ذلك "الشعور بالفراغ"، وربما تعاني فئة ثالثة من خيبة الأمل بسبب النجاة.
وقد يراود المنتحر مشاعر غضب مختلطة؛ سواءً لأنه حاول الانتحار، أو لأنه لازال على قيد الحياة، أو نتيجة رد فعل الآخرين من حولك بعد محاولة الانتحار.
ويعتبر الخجل والشعور بالذنب من بين المشاعر التي قد تراود الناجي من الانتحار، يصاحبهما الإحساس بالحرج بعد معرفة الناس بإقدامه على الانتحار، حسب ما ذكره موقع Mind.
ولأن الناجِ من الانتحار يواجه العديد من الأسئلة عن أسباب محاولة الانتحار، فقد يشعر بالوحدة إذا كان المقربون لا يفهمون السبب الخفي، وقد لا يستطيع إخبارهم، لكن بغض النظر عن عدد المرات التي حاول فيها الانتحار فمن الضروري تلقي الدعم.
ربما لا يعاني الناجون من الصدمة مباشرةً بعد النجاة من الانتحار بل يحدث بعدها بفترة، ومن الأعراض التي تشير إلى الإصابة بصدمة ناجمة عن محاولة الانتحار الفاشلة المعاناة من الكوابيس، والشعور وكأن العالم من حولهم غير حقيقي، إضافةً إلى الشعور بالتوتر والبرود.
لم تكن محاولات الانتحار التي فشلت متعلقة بالرغبة في الموت بقدر إيقاف نوع معين من الألم، حيث قال أحد الناجين إنه كان غارقاً في التوتر، وأوضحت امرأة أنها أرادت عيش حياة خالية من الألم، فلم تستطع الاستمرار مع مقدار الألم الذي تعيشه.
عدم القدرة على تحمل الألم سبب الانتحار
يجب معرفة أن الأشخاص الذين حاولوا الانتحار لا يعتقدون أنه الخيار الوحيد، بل عاشوا حالة من الإرهاق والمشاعر التي تتغلب على غريزة البقاء على قيد الحياة، حيث يصل المنتحر إلى نقطة يشعر فيها أن قدرته على تحمل الألم العاطفي تفوق مقدار الوقت الذي يمكنه انتظاره للحصول على الراحة.
تراكم الأفكار الانتحارية يحولها إلى جبل من الجليد ينهار، فالأفكار الانتحارية صاخبة، ورغم محاولات الشخص مقاومة هذه الأفكار لكنها قد تسيطر عليه حتى يتخذ القرار النهائي بإنهاء حياته.
أكثر من يفكر بهم المنتحر هما المقربين منه
كشف أحد الناجين من الانتحار لموقع "healthline" أنه كانت هناك لحظات فكر في الأشخاص المقربين من حوله، وحفظ ملامح وجههم لأنها ستكون آخر مرة يراهم فيها قبل الانتحار، قائلاً: "لم أكن أريدهم أن يلوموا أنفسهم، وحاولت التفكير في تقليل معاناتهم بعد فراقي في ذهني فقط، ورغم علمي بمدى ثقل موتي، إلا أنه عند نقطة ما شعرت وكأني احترق حياً فأردت إطفاء الحريق بإنهاء حياتي".