لم يعد استخدام الهاتف المحمول مقتصراً على الترفيه والتواصل؛ حيث باتت الهواتف الذكية مرتبطة بنواحٍ شتى من حياتنا المهنية والاجتماعية والثقافية والعلمية أيضاً، لتصبح سلاحاً ذا حدين بالنظر إلى الدراسات التي أجريت حول استخدامها الصحي.
بعد الدراسات التي حذرت من الآثار السلبية للاستخدام المفرط للهواتف المحمولة، توصلت دراسة جديدة أجريت في كوريا الجنوبية على 50 ألف مراهق بين عامي 2017 و2020، ونُشرت نتائجها في مجلة "PLOS ONE" إلى حدود الاستخدام الصحي للشاشات، وفوائده الصحية، نقلاً عن "New York Post".
كشفت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة هانيانغ أن الذين يستخدمون الهواتف ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً لمدة تقل عن ساعتين يومياً أقل عُرضة للإصابة بالاكتئاب ومشاكل النوم والتوتر والأفكار الانتحارية وإدمان الكحول، مقارنةً بالذين يستخدمونها طوال اليوم، أو لم يستخدموها على الإطلاق، فيما يزيد خطر الإصابة بهذه المشكلات الصحية إذا تجاوز استخدامهم للهواتف 4 ساعات متواصلة، وفقاً لـ"NIH".
وأشار مؤلفو الدراسة – التي تضمنت استطلاعاً إلكترونياً لسلوك الشباب الكوري، يحتوي على 103 أسئلة حول الصحة البدنية والعقلية – إلى أن قضاء القليل من الوقت أمام الشاشات قد يكون مفيداً في مرحلة البلوغ؛ إذ يساعد على التغلب على الوحدة والعزلة، ويعزز المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، لكنه في الوقت ذاته قد يكون علامة على التعاسة وتفكك العلاقات الأسرية، موضحين أن استخدام الهواتف الذكية لمدة ساعة أو ساعتين كان بمنزلة درعٍ واقية ضد محاولات الانتحار، لكنها بعد 4 ساعات من الاستخدام المتواصل تصبح مضرة، نقلاً عن "DailyMail".
وخلصت النتائج إلى أن المراهقين الذين استخدموا هواتفهم لمدة تقل عن ساعتين يومياً كانوا أقل عرضة بنسبة 30% للتوتر بنسبة، و27% للنوم السيئ، و38% للاكتئاب، و43% للانتحار، و47% لتعاطي الكحول، أما الذين لم يستخدموها إطلاقاً، فكانوا أقل عرضة بنسبة 29% للتوتر، و34% للاكتئاب، و40% للانتحار، و27% لتعاطي الكحول.
في هذا الإطار، أوضحت الدكتورة الهندية "أرشانا ضوان باجاج" طبيبة أمراض النساء والخصوبة وخبيرة التلقيح الاصطناعي، أن الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية تبعث موجات راديو من المحتمل أن يكون لها تأثير على نمو الجنين، نقلاً عن "Healthshots".
ومن ثم يُنصح النساء الحوامل بالحد من التعرض للإشعاع؛ لتقليل خطر الإصابة بالعيوب الخلقية عند الأطفال الحديثي الولادة؛ حيث قد يؤدي أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ويؤثر في نشاط الدماغ؛ ما يسبب التعب والقلق واضطراب النوم، بجانب ضعف الذاكرة، وهو ما ينعكس بالفعل على صحة الجنين في نهاية المطاف.