في عالم اليوم حيث تهيمن التطبيقات الرقمية على حياتنا اليومية تصبح تأثيراتها ملحوظة أكثر من أي وقت مضى، من بين هذه التطبيقات يتميز "تيك توك" بقدرته على جذب الانتباه بسرعة بفضل محتواه المتنوع والممتع، لكن ما هي التكاليف الحقيقية وراء هذه المتعة السريعة؟
الدوبامين الذي يُعرف أحيانًا بـ"الناقل العصبي المبهج" يلعب دوراً حيوياً في الشعور بالمتعة والمكافأة، حيث يعزز التركيز والدافع ويساعد على تنشيط نظام المكافآت في الدماغ هذا النظام أساسي للحفاظ على الانتباه، خصوصاً في المهام التي تتطلب جهداً إدراكياً كبيراً، ومع ذلك يمكن أن يؤدي الإفراط في تحفيز هذا النظام عبر وسائل مثل "تيك توك" إلى التأثير السلبي على قدرتنا على التركيز لفترات طويلة.
فيديوهات تيك توك تشتت الانتباه
الخبراء مثل غلوريا مارك؛ أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا، يطلقون على هذه الظاهرة اسم "دماغ تيك توك"، وهي تشير إلى أن القدرة على التركيز على الشاشات قد انخفضت بشكل ملحوظ على مدار السنوات الأخيرة، وأن "تيك توك" يعتمد على مبدأ التعزيز العشوائي حيث تأتي المكافآت (مقاطع الفيديو المسلية) بتوقيت غير متوقع، ما يحفز الإدمان بطريقة مشابهة للقمار، وفقاً لموقع "Very well health".
هذا النمط من التعزيز العشوائي يؤدي إلى توقع دائم لمكافآت سريعة، ما يسبب صعوبة في التركيز على المهام التي لا تقدم رضا فوري، مثل القراءة أو المشاريع الطويلة، الدراسات تدعم هذه الملاحظات حيث يظهر أن الوقت المفرط على الشاشات يقلل مدى الانتباه ويؤثر على تنظيم الدوبامين في الدماغ.
لحماية قدرتك على التركيز وتحسين مستويات الدوبامين بشكل مستدام، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات العملية:
المكملات مثل الفاصولياء المخملية (Mucuna pruriens)، الجلوتاثيون، الروادولا، وجينكو بيلوبا يمكن أن تعزز مستويات الدوبامين وتدعم الصحة الإدراكية.
النشاط البدني، مثل الجري أو المشي، يمكن أن يحفز إفراز الدوبامين ويعزز المزاج والتركيز، لذا يوصى بأن أي نوع من الحركة يمكن أن يكون مفيداً.
النوم الجيد يعزز تجديد مستويات الدوبامين ويدعم وظائف الدماغ العامة، الحرمان من النوم يمكن أن يقلل من حساسية مستقبلات الدوبامين ويؤثر على إنتاجه، ما يؤدي إلى انخفاض الدافع وضعف التركيز.
الأفوكادو من الأطعمة الغنية بالدوبامين
تناول الأطعمة مثل الموز، والأفوكادو، واللوز يمكن أن يساعد على دعم إنتاج الدوبامين، حيث أكد دراسة نُشرت في مجلة "Genes & Nutrition" أهمية الفلافونويدات، التي توجد في التوت والشوكولاتة الداكنة، في تحسين الوظيفة الإدراكية.
تقنيات مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد على تقليل التوتر وزيادة مستويات الدوبامين، قضاء الوقت في الطبيعة أيضاً يمكن أن يكون مفيدًا في تجديد النشاط العقلي.
العلاج بالتبريد يمكن أن يحفز العصب المبهم ويعزز إفراز الدوبامين، لكن تحتاج هذه الطريقة إلى مزيد من البحث لدعم فوائدها العقلية.
هذا العلاج يهدف إلى تحسين وظيفة الخلايا ويمكن أن يحفز إنتاج الدوبامين، خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من حالات عصبية تنكسية، وفقاً للأبحاث.
استخدام سماعات الرأس ذات تقنية إلغاء الضوضاء وتنظيم أوقات العمل يمكن أن يساعد على تقليل المشتتات وزيادة التركيز والإنتاجية.
اتباع هذه النصائح يمكن أن يساعدك في تعزيز مستويات الدوبامين بشكل طبيعي والحفاظ على قدرتك على التركيز بعيدًا عن تأثيرات التطبيقات الرقمية السريعة.