تشير دراسات حديثة نُشرت في موقع "health" إلى تحقيق اثنين من الأدوية الجديدة لعلاج مرض ألزهايمر نتائج واعدة في إبطاء تقدم المرض في مراحله المبكرة هما "دونانيماب" و"ليكيمبي".
حسب الدراسة، حقق دواء "دونانيماب" انخفاضاً في تقدم المرض بنسبة 35%، ما يعني تأخير تدهور الذاكرة والوظائف الإدراكية بمقدار 4.5 إلى 7.5 أشهر خلال 18 شهراً، وتبين أن التأثير كان أكبر لدى المرضى الذين كانوا في المراحل المبكرة من المرض ويمتلكون مستويات أقل من بروتين "تاو" المرتبط بتشكل التشابكات في الدماغ.
ليكيمبي يقلل مرض ألزهايمر بنسبة 27%
تم اعتماد عقار "ليكيمبي" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في يناير 2023، ويجري حالياً النظر في اعتماد "دونانيماب"، ويعمل كلا العقارين عن طريق استهداف بروتين "الأميلويد"، وهو بروتين قد يسبب تراكمه في الدماغ تشكل لويحات مرتبطة بمرض ألزهايمر، وعلى الرغم من عدم إجراء مقارنة مباشرة بين العقارين، أظهرت الأبحاث أن "دونانيماب" يقلل تقدم المرض بنسبة 35%، بينما يقلل "ليكيمبي" بنسبة 27%.
تورم الدماغ من الآثار الجانبية لأدوية ألزهايمر
كلا العقارين يرتبطان بآثار جانبية خطيرة تشمل تورماً ونزيفاً في الدماغ، وأظهرت التجارب السريرية لـ"دونانيماب" معدلاً أعلى لهذه الآثار مقارنة بـ"ليكيمبي".
وبهذا الخصوص، أشارت نيكول بورسيل؛ طبيبة الأعصاب في جمعية ألزهايمر، إلى ضرورة تحسين تمثيل المجتمعات المختلفة في التجارب السريرية، حيث يتأثر الأمريكيون من أصول إفريقية وإسبانية بشكل غير متناسب بمرض ألزهايمر، ولكنهم غالباً ما يُمثلون بشكل غير كافٍ في الدراسات.
تمثل الموافقات الجديدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خطوة مهمة، ولكن تبقى مسألة وصول المرضى إلى هذه العلاجات قيد النقاش، ووفقاً لدراسة صغيرة فإن نسبة صغيرة فقط من المرضى الذين يعانون من المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر مؤهلة لاستخدام هذه الأدوية، ورغم التحديات يرى الأطباء أن توفر هذه الأدوية قد يساعد على تحسين جودة الحياة للمرضى الذين يظهرون أعراضاً مبكرة.
رغم أن هذه الأدوية ليست علاجاً لمرض ألزهايمر، إلا أنها تمثل تقدماً كبيراً في إبطاء تقدم المرض في مراحله المبكرة، كما أن زيادة التشخيص المبكر والعلاج قد تتيح للمرضى مزيداً من الوقت للعيش بشكل مستقل، والمشاركة في الحياة اليومية، ومع استمرار الأبحاث يتوقع أن تكون لهذه العلاجات تأثيرات إيجابية أكبر في المستقبل.