ما بين سن الأربعين والخمسين تقترب النساء من انقطاع الطمث، بعد مرور حوالي 12 شهراً دون نزول الحيض، ورغم كونها عملية بيولوجية طبيعية إلا أنها يصاحبها أعراضاً جسدية، منها الهبّات الساخنة، واضطراب النوم، وانخفاض الطاقة.
قبل انقطاع الطمث بأشهر أو سنوات تواجه النساء أعراضاً مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وجفاف المهبل، والهبّات الساخنة، إضافةً إلى القشعريرة والتعرق الليلي، ومشاكل النوم وتغير المزاج، وفقاً لموقع "مايو كلينك" الطبي.
قد تلاحظين كذلك ترققاً في الشعر وجفاف الجلد وفقدان امتلاء الثديين، مع زيادة في الوزن؛ نتيجة تباطؤ عملية التمثيل الغذائي.
وما يجب الانتباه له أن الدورة الشهرية يمكنها الانقطاع لشهر أو أكثر، ثم تعود من جديد، وربما تقل الأيام التي يستمر فيها الحيض، ثم تنقطع نهائياً في وقتٍ ما.
كشفت دراسة -نشرها موقع "سي إن إن"- أن الهبّات الساخنة الشديدة ترتبط بزيادة البروتين التفاعلي "سي"، الذي يعتبر علامة على الإصابة بأمراض القلب، ومؤشر على احتمالية الإصابة بألزهايمر مستقبلاً.
وأجريت الدراسة على 250 امرأة يعانين أعراض انقطاع الطمث، تتراوح أعمارهن بين 45 و67 عاماً، حيث ارتدين جهازاً لقياس جودة النوم لمدة 3 ليالٍ، كما زودهن الباحثون بأجهزة مراقبة العرق، وسُحبت منهن عينات دم للبحث عن مؤشر حيوي لبروتين "بيتا أميلويد" المسبب لمرض ألزهايمر.
ومن جانبها، قالت "ريبيكا ثورستون"، المسؤولة عن الدراسة، إن وجود البروتين بعلامة 42/40 في شكل صفائح متراكمة بالدماغ يدل على الإصابة بألزهايمر، ويرتبط بالتعرق الليلي، ما يشير إلى أن حدوث الهبّات الساخنة أثناء النوم يزيد خطر الإصابة بألزهايمر.
وأكدت أبحاث سابقة أجرتها "ثورستون"، أن النساء اللاتي عانين من هبات متكررة ومستمرة أثناء انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب بنسبة تتراوح بين 50% و80%.
وقال الخبراء إن الهبّات الساخنة المتوسطة والشديدة المتكررة يمكنها الاستمرار من 7 إلى 10 سنوات، أما الأقل حدة قد تزيد الفترة عن ذلك.
وكشفت دراسة أخرى نُشرت في مجلة العلاجات التكميلية في الطب، أن اتباع نظام غذائي نباتي قليل الدهون، والتركيز على فول الصويا، يخفف حدة الهبّات الساخنة بعد انقطاع الطمث بنسبة 95%.
وأوضحت "هانا كاليوفا"، المسؤولة عن الدراسة، سبب رغبتها في الكشف عن تأثير النظام الغذائي النباتي على الهبّات الساخنة، مؤكدةً أن السمنة تعد من أخطر العوامل المسببة للهبات الساخنة.
وأضافت لموقع "ميديكال نيوز توداي"، أن هذا النظام يساعد على فقدان الوزن ومكافحة السمنة، من خلال الامتناع عن اللحوم ومنتجات الألبان التي تحتوي على دهون مُشبعة ومركبات تسبب الالتهابات وتساهم في حدوث الهبّات.
ورغم أن استخدام أدوية تحتوي على هرمون الأستروجين والبروجستين يساعد في علاج الهبّات الساخنة، لكنها -وفقاً لرأي "كاليوفا"- تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما تقلل الأنظمة النباتية من هذه المخاطر.
وفي الدراسة التي أشرفت عليها استخدمت بيانات 84 امرأة تراودهن الهبّات الساخنة بعد انقطاع الطمث بدرجة متوسطة إلى شديدة مرتين أو أكثر يومياً، حيث طُلب من بعضهن تناول نظام غذائي قليل الدهون يتضمن نصف كوب من فول الصويا المطبوخ يومياً لـ12 أسبوعاً.
وحصل الباحثون على عينات من براز مجموعة فرعية لـ11 مُشاركة لتحليل ميكربيوم الأمعاء، قبل بدء الدراسة وبعد اتباع نظام غذائي نباتي خلال الفترة المحددة، حيث اكتشفوا تغيرات في أنواع البكتيريا للسيدات اللاتي ركزن على الأطعمة النباتية، ولاحظوا انخفاض حدوث الهبّات الساخنة لديهن.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن النظام الغذائي النباتي يخفض نسبة الهبّات الساخنة بنسبة 96% في أثناء النهار، و94% خلال الليل، وإضافةً إلى هذا النظام، يمكن للنساء التركيز على البروتين الخالي من الدهون والأطعمة الغنية بالألياف، وأحماض "أوميجا 3" والمكسرات والخضروات، وتقليل الكافيين والكربوهيدرات المكررة والسكريات المضافة؛ لتخفيف الأعراض غير المريحة للهبّات الساخنة.